طارق واعراب / تصوير: ف. الطرومبتي
تعيش حديقة ساحة سيدي ميمون بمراكش وضعاً بيئياً مقلقاً، بعدما تحولت في الآونة الأخيرة إلى فضاء تتراكم فيه الأوساخ والنفايات، في مشهد يسيء لجمالية المكان وقيمته الرمزية وسط المدينة.
المثير في الأمر، حسب ما عاينته الجريدة، أن الحديقة توجد على مرمى حجر من مقرات أمنية حساسة، من بينها وحدة تابعة للأمن الوطني مكلّفة بالأمن المدرسي، فضلاً عن مقر مغلق لقوات المساعدة لم يبق منه سوى اللافتة المعلقة على بابه. غير أن هذا القرب من الأجهزة الأمنية لم يمنع المكان من أن يتحول إلى ما يشبه مرحاضاً في الهواء الطلق، حيث تُسجَّل حالات متكررة للتبول والتغوط بجانب الحديقة، ما يخلف روائح كريهة تثير استياء الساكنة والزوار على حد سواء.
عدد من المواطنين أعربوا عن استغرابهم من صمت السلطات المحلية والمنتخبة إزاء هذا الوضع، معتبرين أن استمرار الحديقة في هذه الحالة يُعطي صورة سلبية عن المدينة التي تستعد لاحتضان مواعيد دولية كبرى، كما أنه يضر بسمعة الفضاء العمومي ويجعل الساكنة تعيش نوعاً من الإهمال والتهميش.
وطالب المتتبعون بضرورة التدخل العاجل من أجل تنظيف وإعادة تأهيل الحديقة، مع وضع حد للسلوكات غير اللائقة التي حولت المكان إلى نقطة سوداء، داعين في الوقت ذاته إلى إعادة النظر في استغلال المقرات الأمنية المغلقة المحيطة بالساحة.
وفي انتظار تحرك الجهات المعنية، تظل ساحة سيدي ميمون شاهدة على مفارقة غريبة: فضاء عمومي بجوار مؤسسات أمنية يفترض أن توفر النظام والنظافة، لكنه في الواقع يعاني من الفوضى والتلوث، ما يستوجب تدخلًا عاجلاً قبل أن تتفاقم الأوضاع أكثر.
