محمد خالد
من “جيل الألفية” إلى “جيل Z” وصولاً إلى “جيل ألفا”، تتوالى هذه التسميات الغربية التي تحاول اختزال الإنسان في خانة زمنية. في ظاهرها تحليل اجتماعي، لكنها في حقيقتها قوالب جاهزة تُسوَّق للناس كما تُسوَّق العلامات التجارية.
هذه التصنيفات تُصوِّر الإنسان وكأنه نسخة مكررة من أبناء سنة ميلاده: إن وُلد في التسعينات فهو “جيل الألفية”، وإن جاء بعد 2000 فهو “جيل Z”، وكل جيل له صورة نمطية جاهزة: مدمن شاشات، متقلب المزاج، كسول، أو متمرد. أي تسطيح أكبر من هذا؟ أين التربية، والبيئة، والثقافة، والاختيارات الفردية؟
لكن الأهم: هذا التصنيف لا ينطبق على الشباب المسلم.
فالشاب المسلم له مرجعية دينية وهوية متجذرة، تمنحه القدرة على مقاومة هذه “البرمجة الجماعية”. قد يستعمل التقنية، نعم، لكنه يزنها بميزان النفع والضرر. قد يتأثر بالمحيط، لكنه يظل محكوماً بضوابط وقيم لا تعرفها هذه التصنيفات الغربية. إن هويته ليست سنة ميلاده، بل إيمانه ومبادئه.
كل هذه التسميات—ألفا، بيتا، غاما…—تندرج في حرب السيطرة الناعمة التي تُدار عبر الإعلام والشاشات. يريدون للناس أن يُعرِّفوا أنفسهم بما يفرضه المسوِّقون وعلماء النفس الموجَّهون، لا بما يختارونه بأنفسهم. لكن المسلم، ما دام متشبثاً بدينه، يظل عصياً على هذا التلاعب.
باختصار: سمّوا الأجيال كما شاؤوا، لكن الشاب المسلم ليس “جيل Z” ولا “ألفا”؛ إنه ببساطة إنسان له هوية إيمانية، لا تختزلها حروف وأرقام.