دفتر الضوابط البيداغوجية لسلك الماستر2025 -2026 ونهاية معضلة منسق الماستر/ الديناصو

دفتر الضوابط البيداغوجية لسلك الماستر2025 -2026 ونهاية معضلة منسق الماستر/ الديناصو

- ‎فيرأي
821
0

محند الركــيـك

جامعة سيدي محمد بن عبد الله

يبدو أن عدوى الزعامة الخالدة ،المعروفة في الأحزاب السياسية وبعض التنظيمات النقابية ،انتقلت إلى الجامعة المغربية،عبر بوابة المنسق -الديناصور المتربع على رأس بعض الماسترات لأكثر من عقد ونصف العقد.
لقد لاحظ العديد من الزملاء والطلبة،خلال العقدين الأخيرين، استفحال معضلة المنسق/ الديناصور الذي أساءكثيرا للجامعة المغربية.رغم تعاقب عمداء ورؤساء الجامعات ،وتغير أعضاء الفريق البيداغوجي،ظل بعض المنسقين خالدين متربعين على عرش بعض الماسترات؛إلى درجة أن الماسترات المعنية أصبحت تحمل أسماء منسقيّها. بدلا أن يقال ماستر “كذا وكذا “يطلق عليه ماستر “فلان وفلان”.وكأن هذا المنسق الديناصور لا يحتاج سوى إلى موثق ليسجل ويحفظ الماستر باسمه .وهذا لعمري،مهزلة تكرّس الاستبداد والتحكم.مما أفضى إلى فضائح تفوح منها رائحة تشمئز منها الأنوف. وصل صداها إلى كبريات الصحف الدولية وأساءت كثيرا إلى سمعة الجامعة المغربية.
لوضع حد لمعضلة منسق الماستر/الديناصور،ووعيا من الوزارة الوصية بخطورة هذه المشكلة، تقرر في مس 8 من دفتر الضوابط البيداغوجية- خاصة ما يتعلق بالمنسق البيداغوجي للماستر- إعادة النظر في كيفية تعيّن المنسق البيدغوجي لمسلك الماستر.وقد جاءت الصيغة القانونية الجديدة على الشكل الآتي:
مس يعين 8 :
” يعيّن المنسق البيداغوجي للمسلك المنسق البيداغوجي للمسلك من طرف رئيس المؤسسة، بناءً على اقتراح أعضاء الفريق البيداغوجي للمسلك. تحت إشراف رئيس المؤسسة يسند تنسيق المسلك لأستاذ من بين الأساتذة المتدخلين في التكوين، والمنتمين إلى الشعبة التي يرتبط بها المسلك؛ يتولى رئيس الشعبة التي يرتبط بها المسلك التنسيق البيداغوجي للفصل الأول لجميع المسالك المرتبطة بنفس الشعبة؛ يمكن أن يتم تنسيق المسلك، بالتناوب، بين الأساتذة أعضاء الفريق البيداغوجي. يجب أن يكون المنسق البيداغوجي متدخلا في التدريس بالمسلك ومتخصصا في مجاله. ويقوم بتنشيط أشغال الفريق البيداغوجي للمسلك وبتتبع سير التكوين والتقييم والمداولات الخاصة بالمسلك وكذا السهر على احترام الملف الوصفي للمسلك، وذلك بتنسيق مع رؤساء الشعب المتدخلة في التكوين وتحت إشراف رئيس المؤسسة.”
من الواضح أن المشرّع وضع الإصبع في مكمن الداء حيث عمل الحدّ من سلطة المنسق /الدينصور من خلال النص أسفله :
” يتولى رئيس الشعبة التي يرتبط بها المسلك التنسيق البيداغوجي للفصل الأول لجميع المسالك المرتبطة بنفس الشعبة؛ يمكن أن يتم تنسيق المسلك، بالتناوب، بين الأساتذة أعضاء الفريق البيداغوجي”.
لقد تأكد ،مما لا يدع مجالا للشك، أن توسيع مهام رئيس الشعبة ،من خلال إشرافه على الفصل الأول، وإمكانية تنسيق الماستر بالتناوب ، أن الوزارة الوصيةأرسلت رسائل قوية لبعض لبعض رؤساء المؤسسات والكليات،تنبيها لهم بضرورةمعالجة مشكلة الزعيم الخالد على رأس تنسيق بعض الماسترات . كما سعى هذا القانون إلى تقويّة مهام رئيس الشعبة ،باعتباره منتخبا.وبذلك يمكن لرئيس الشعبة أن يمارس مهامه البيداغوجية والإدارية بصفة قانونية ويقطع الطريق على تغوّل المنسق/ الديناصور.من المفارقات العجيبة أن بعض المنسقين الزعماء دأبوا،أحيانا، على تجاوز رئيس الشعبة .وربما هذا هو السبب الذي دفع المشرّع لإعادة الاعتبار لرئيس الشعبة.
لا يعقل أن يحدد القانون مدة العميد ورئيس الجامعة ورئيس الشعبة في ولايتين،فيما تبقى ولاية المنسق البيداغوجي للماستر غير محددة.لقد سبق للعديد من أعضاء بعض مجالس الجامعة أن طالبوا بضرورة تحديد وتقنين المدة الزمنية للمنسق البيداغوجي.وكانت المشكلة العويصة التي تواجههم هو غياب النص القانوني.وبالعودة إلى النص القانوني أعلاه،ورغم أهميته في تقليم أظافر المنسق الديناصور،فإن كثيرا من الزملاء يطالبون استبدال كلمة ” يمكن” في : ” يمكن أن يتم تنسيق المسلك، بالتناوب، بين الأساتذة أعضاء الفريق البيداغوجي” ب ” ينبغي” أن يتم تنسيق المسلك…”
لكي يصبح قانونا إلزاميا وملزما وغير خاضع للمناورة والتأويل.نلتمس من الوزارة تعديل النص أعلاه.إذ نسجلّ بارتياح هذا القانون الذي سيضع السكة في مسارها الصحيح،فإننا نطالب بنص أكثر صرامة يحدد ولاية المنسق البيداغوجي في ولاية واحدة،كما نلتمس من مجالس الكلية إلغاء تلك التعويضات التي تمنح إلى المنسق البيداغوجي للماستر،وان يكتفي باستفادته من la flotte.
إن تحصين الجامعة وصون سمعتها ،وطنيا ودوليا من مظاهر العبث، جرّاء بعض السلوكات المشينة المنعزلة، يقتضي سنّ ترسانة من القوانين الصارمة، لاسيما على مستوى سلك الماستر ،الذي تحوّل إلى مادة دسمة للإعلام الوطني والدولي.لقد تضررت سمعة الأستاذ الجامعي المغربي وانحدرت بشكل مهول بسبب عناوين مقزّزة من قبيل :”الماستر مقابل الجنس”، الماستر مقابل الرشوة” التي تصدّرت واجهات الإعلام الورقي والرقمي ، وروّج لها على نطاق واسع.
وفي الأخير نختم وجهة نظرنا هذه ،بالتعبير الشعبي الماثو ر” الله يخرّج سربسنا على خير ”

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

بيان للأغلبية: الحكومة تتعهد بالحوار والإصلاحات الكبرى لمواجهة مطالب الشباب والأزمات الاجتماعية

سمية العابر أصدرت رئاسة الأغلبية الحكومية بياناً عقب