سمية العابر / الرباط
شهدت مدينة بوزنيقة صباح الجمعة 26 شتنبر 2025 انعقاد المؤتمر الثاني لشبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، تحت شعار: “شباب يقود… أمل يعود”. المؤتمر الذي حضرته قيادات بارزة من الحزب، وممثلون عن هيئات وطنية ودولية، لم يكن مجرد محطة تنظيمية داخل الذراع الشبابي لـ”البام”، بل تحوّل إلى مناسبة سياسية بعيدة المدى، خصوصاً مع الحضور البارز لسمير كودار، رئيس جهة مراكش آسفي، وطارق حنيش، نائب عمدة مراكش.
هذا الظهور لم يكن بروتوكولياً، بل جاء محملاً بدلالات قوية. فالحزب يعيش اليوم على وقع رهانات كبرى مرتبطة بالتحضير المبكر للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ويبدو أن إشراك أسماء وازنة مثل كودار وحنيش في محطة شبابية يترجم رهان الحزب على الدمج بين التجربة التدبيرية الميدانية والخطاب الشبابي المتجدد.
كودار، بما يحمله من ثقل سياسي وتنظيمي داخل الحزب، وحنيش، بما يمثله من حضور محلي في مدينة مراكش، قدما صورة متكاملة تعكس توجه الحزب نحو توطيد الروابط بين القيادة الترابية وبين الجيل الجديد من المناضلين الشباب. وهذا يعكس بوضوح أن “البام” يريد إعادة صياغة حضوره السياسي بدماء جديدة دون التفريط في خبراته القائمة.
المؤتمر بدا في جوهره منصة انتخابية غير مباشرة، حيث أبان عن قدرة الحزب على الحشد والتنظيم، وأرسل رسائل واضحة إلى خصومه السياسيين بأن الأصالة والمعاصرة يهيئ الخلف ويدمجهم في المشروع الحزبي منذ الآن. كما شكلت مشاركة كودار وحنيش رسالة إلى شبيبة الحزب بأن القيادة لا تنظر إليهم كواجهة شكلية، بل كخزان بشري واستراتيجي يجب استثماره في معارك الغد.
إن الحضور اللافت لهذين الاسمين لم يسرق الأضواء فقط من باقي الفقرات التنظيمية، بل أعاد رسم ملامح النقاش السياسي داخل المؤتمر، حيث بدا أن “البام” يسعى إلى هندسة مستقبل سياسي جديد يقوم على التحالف بين الكفاءات المجربة والحيوية الشبابية، وهو ما قد يمنحه تفوقاً في المشهد الانتخابي المرتقب.
