طارق أعراب/ تصوير : ف. الطرومبتي
تحولت زيارة المدير العام لمؤسسة العمران، حسني الغزاوي، صباح الجمعة 26 شتنبر الجاري، إلى ورش ساحة جامع الفنا، إلى لحظة عاصفة داخل واحدة من أكثر المشاريع رمزية بالمدينة الحمراء. فبدل أن تكون الزيارة بروتوكولية عادية، تحولت إلى مواجهة صريحة مع الواقع المتعثر للأشغال.
الغزاوي، الذي كان مرفوقًا بالمدير الجهوي للمؤسسة بمراكش وقائد الملحقة الإدارية جامع الفنا، السيد أزناك، لم يُخفِ امتعاضه الشديد من البطء الذي يطبع تقدم الأشغال، موجهاً ملاحظات قاسية للمدير الجهوي أمام مرأى الحاضرين.
الأشغال التي يفترض أن تهم إعادة تبليط أرضية الساحة، وتجديد قنوات الصرف الصحي، وتحسين الإنارة العمومية، وتنظيم الممرات التجارية، تراوح مكانها منذ أسابيع، في وقت تُرفع فيه شعارات كبيرة عن التأهيل الحضري والاستثمار في الواجهة السياحية الأولى لمراكش.
مصادر جريدة كلامكم أكدت أن غضب الغزاوي كان تعبيراً عن قناعة راسخة: مؤسسة العمران الجهوية فشلت في احترام إيقاع الأشغال، وأن هذا الوضع يهدد صورة المغرب أمام زواره، خاصة وأن ساحة جامع الفنا ليست مجرد فضاء محلي، بل تراث عالمي مصنف من قبل اليونسكو.
الرسالة التي بعثها الغزاوي من قلب الساحة كانت مباشرة: لا مجال للتساهل مع البطء ولا مع الأعذار التقنية. فجامع الفنا ليست ورشًا عادياً، بل أي تأخر فيها يعد إخلالًا بمكانة المغرب على الصعيد الدولي، وتقصيراً في حق المراكشيين الذين يعتبرون الساحة جزءاً من هويتهم وذاكرتهم الجماعية.