هيئة التحرير
رغم أن الحديث عن التنمية القروية وربط الدواوير بخدمات أساسية كالماء والكهرباء والصرف الصحي، أصبح من أولويات الخطاب الرسمي، إلا أن الواقع بجماعة سعادة نواحي مراكش، وخاصة بدوار بوعايشة تازكورت، يكشف عكس ذلك تماماً. فالساكنة لا تزال محرومة من شبكة الصرف الصحي، تعيش وسط معاناة يومية، في وقت يكتفي فيه المجلس الجماعي بالصمت والتفرج.
النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، عبد الواحد الشافقي، اضطر إلى نقل صوت الساكنة إلى قبة البرلمان عبر سؤال كتابي موجه لوزير الداخلية، مؤكداً أن السكان يؤدون واجبات الاشتراك ضمن فواتير الماء والكهرباء، دون أن يستفيدوا من خدمة الصرف الصحي، وهو ما يشكل وصمة عار على جبين المجلس الجماعي لسعادة الذي عجز عن حل أبسط الملفات.
الغريب أن المجلس الجماعي، الذي يتبجح في كل مناسبة بإنجازاته الوهمية، لم يتجرأ حتى على التواصل مع الساكنة أو تبرير هذا التهميش الصارخ، تاركاً الأسر تواجه يومياً روائح كريهة وأضراراً بيئية وصحية تهدد حياة أبنائهم.
إن حرمان دوار بوعايشة تازكورت من الصرف الصحي لم يعد مجرد مشكل تقني أو إداري، بل صار عنواناً للفشل الجماعي في التدبير، وتجسيداً لغياب رؤية تنموية حقيقية بجماعة سعادة. وإذا كانت وزارة الداخلية اليوم مطالَبة بالتدخل العاجل لإنصاف الساكنة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى متى سيظل المجلس الجماعي غارقاً في صمته وعجزه؟
