طارق واعراب
تحوّل ملعب القرب بحي بيتي سكن العزوزية إلى عنوان بارز للإهمال وسوء التدبير، بعدما صار وضع عشب أرضيته مثيرا للاستياء، حيث لم يعد يرقى حتى إلى الحد الأدنى من شروط ممارسة الرياضة. العشب الصناعي الذي كان يفترض أن يكون مفخرة لأبناء الحي، أضحى اليوم مهترئاً ومتآكلاً، تعتليه حفر خطيرة تهدد سلامة المستعملين من شباب وأطفال.
الملعب الذي أُنجز في إطار برامج القرب الهادفة إلى إدماج الشباب وتوفير فضاءات آمنة للرياضة والترفيه، صار يعكس صورة عكسية لما يجب أن تكون عليه مثل هذه المشاريع. فبدل أن يكون متنفساً، تحوّل إلى مصدر قلق، حيث يضطر اللاعبون إلى مجازفة حقيقية كلما وطأت أقدامهم أرضيته الممزقة.
الأكثر استفزازاً هو غياب الصيانة الدورية، وكأن المشروع أُنجز لالتقاط الصور عند الافتتاح فقط، ثم تُرك لمصيره. أما الجهات المسؤولة، فاختارت الصمت، وكأنها غير معنية بما يعيشه الملعب من تردٍّ واضح.
ساكنة العزوزية، ومعها الجمعيات الرياضية والشبابية، يتساءلون: من يتحمل مسؤولية هذا الوضع؟ وأين هي الجهة التي كان يفترض أن تراقب جودة الإنجاز وتتابع صيانة هذه المرافق التي تُصرف عليها الملايين من أموال دافعي الضرائب؟
إن الحالة المزرية التي آل إليها ملعب القرب بالعزوزية تكشف خللاً بنيوياً في طريقة تدبير وصيانة مثل هذه المنشآت. والنتيجة واضحة: شباب محروم من أبسط حق في ممارسة رياضته المفضلة في فضاء يليق به، ومال عام مهدور في مشاريع لا تعمّر طويلاً.
ويبقى السؤال الملحّ: هل يتحرّك المسؤولون لإصلاح الملعب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أم أن الإهمال سيظل سيد الموقف حتى ينهار العشب بالكامل وتصبح الحفر وصمة عار جديدة على جبين من يفترض أنهم يخططون لمستقبل الأحياء الهامشية؟