حكيم شيبوب
في ندوة صحفية عُقدت مساء الجمعة 19 شتنبر 2025 بمراكش، خرج البرلماني والمحامي يونس بن سليمان عن صمته ليرد مباشرة على الاتهامات التي وجهها إليه رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام محمد الغلوسي، والمتعلقة بما وُصف بتفويت عقارات من أملاك الدولة.
بن سليمان اعتبر أن هذه الاتهامات “مجرد ادعاءات زائفة لا سند لها”، مؤكداً أن لجوءه إلى القضاء ليس خياراً شخصياً فقط، بل واجب مهني وأخلاقي لحماية سمعته وكرامته أمام الرأي العام. وفي لحظة اعتُبرت أقوى رسائل الندوة، أكد بن سليمان أنه وجّه تحدياً مباشراً أمام نقيب المحامين بمراكش قائلا: “أنا مستعد لتقديم استقالتي من المهنة إذا قدم الغلوسي وثيقة واحدة تدينني وتؤكد اتهاماته.”
وخلال عرضه لتفاصيل مشروع المحطة الطرقية الذي يُثار حوله الجدل، أوضح بن سليمان أن الأرض المخصصة للمشروع تم تحديدها منذ سنة 2010، وأن إدراجه ضمن “برنامج الحاضرة المتجددة” تم سنة 2014، أي قبل أن يتولى هو أي تفويض في الموضوع. وأضاف أن مهامه كانت تقتصر على تتبع الأشغال وتوسعة المشروع التي شملت ستة هكتارات إضافية، نافياً أي علاقة شخصية له بعملية التفويت.
ولتأكيد روايته، قدم البرلماني وثائق وتصاميم رسمية، سلّم نسخاً منها للصحفيين الحاضرين، في حين اعتبر أن خصمه الغلوسي لم يقدم حتى الآن أي مستند واحد يدعم اتهاماته. وقال: “الدولة دولة مؤسسات، ومن يرى نفسه متضرراً فليحتكم إلى القضاء، أما إطلاق الاتهامات في الهواء فهو مجرد تشهير.”
ولم يتوقف بن سليمان عند الجانب القانوني فقط، بل وجه اتهاماً سياسياً مباشراً للغلوسي، معتبراً أن هذا الأخير “يحاول بناء مجده السياسي عبر استهدافه لحزب التجمع الوطني للأحرار”، مضيفاً أن مثل هذه الممارسات لا تسيء فقط إلى الأشخاص بل تضرب في العمق الحياة السياسية وتُفرغ العمل الحقوقي من مصداقيته.
وتوقف مراقبون عند الرسائل السياسية التي حملتها هذه الندوة، حيث اعتُبر ظهور بن سليمان بموقف هجومي ورد مباشر على الغلوسي محاولة لاستعادة المبادرة الإعلامية والتأكيد على ثقته في سلامة ملفاته. كما أن حضوره أمام نقيب المحامين كان بمثابة رسالة إضافية لتعزيز مصداقيته وإبراز التزامه المهني.
وفي ختام مداخلته، شدد البرلماني على أن المواجهة بينه وبين الغلوسي ليست شخصية بقدر ما هي صراع بين منهجين: منهج اللجوء إلى القضاء والحجج والوثائق، ومنهج التشهير والاتهامات غير المثبتة، داعياً الرأي العام إلى التمييز بين النقد المسؤول وبين الترويج لمزاعم بدون أدلة.
تابع أشغال الندوة كاملة :https://www.facebook.com/share/v/1AKJkoeVR2/
