طارق اعراب
كشف تصنيف مجلة CEOWorld الأمريكية حول “أكثر الدول زيارة في العالم سنة 2025” عن حضور لافت للمغرب، الذي حلّ في المرتبة 35 عالميًا بعد أوكرانيا وقبل مصر، مستقطبًا ما يزيد عن 13 مليون زائر دولي خلال سنة 2024، وفق معطيات التقرير.
عربيًا، جاءت الإمارات العربية المتحدة في صدارة الدول الأكثر استقبالًا للسياح، تلتها المملكة العربية السعودية، فيما احتل المغرب المركز الثالث عربيًا، وهو ما يعكس مكانته المتنامية كوجهة سياحية رئيسية في المنطقة. أما على الصعيد الإفريقي، فقد حافظت جنوب إفريقيا على المرتبة الأولى، بينما جاء المغرب في المرتبة الثانية، متقدمًا بفارق طفيف على مصر. هذا التنافس يعكس الزخم الكبير الذي تعرفه السياحة في القارة الإفريقية، ودور المغرب المتصاعد كقطب سياحي بارز.
حسب أرقام رسمية سابقة لوزارة السياحة المغربية، استقبلت المملكة ما يقارب 17.4 مليون سائح سنة 2024، بزيادة فاقت 20٪ مقارنة بسنة 2023، وهو ما يبرز الدينامية الكبيرة للقطاع وأهميته في الاقتصاد الوطني، حيث يُسهم بحوالي 7٪ من الناتج الداخلي الخام. ويراهن المغرب على تنوعه الطبيعي والثقافي لتعزيز مكانته العالمية، إذ يجمع بين المدن التاريخية مثل فاس ومراكش، والشواطئ الممتدة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، إضافة إلى الصحراء المغربية وسلاسل جبال الأطلس. هذا التنوع يمنح السائح تجارب غنية ومتكاملة، تجمع بين الأصالة والحداثة.
ورغم هذا التقدم، يواجه القطاع تحديات ترتبط بالمنافسة الإقليمية، والحاجة إلى تحسين البنية التحتية والخدمات السياحية، فضلًا عن ضرورة رفع مستوى إنفاق السائح. في المقابل، يمتلك المغرب فرصًا واعدة لتعزيز موقعه، من خلال الاستثمار في السياحة المستدامة، وتطوير الوجهات الأقل شهرة، والانفتاح على أسواق جديدة خارج أوروبا التقليدية.
وإذا كان ترتيب المغرب قد وضعه ضمن الخمسين الأوائل، فإن مقارنة بسيطة مع الدول التي تحتل المراتب العشر الأولى عالميًا، مثل فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة والصين، تُظهر فوارق كبيرة، إذ تستقبل هذه الوجهات أكثر من مئة مليون زائر سنويًا. ومع ذلك، فإن الطريق ليس مستحيلاً بالنسبة للمغرب لبلوغ مراتب العشرين الأولى مستقبلًا، خصوصًا وأنه يمتلك كل المقومات الطبيعية والثقافية واللوجستية التي تؤهله لتحقيق هذا الطموح إذا تواصل الاستثمار والتخطيط الاستراتيجي بفعالية.
