لماذا تم تهميش حي مولاي رشيد بالدار البيضاء؟ سؤال يطرق أبواب المسؤولين

لماذا تم تهميش حي مولاي رشيد بالدار البيضاء؟ سؤال يطرق أبواب المسؤولين

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
114
0

نورالدين بازين

يُعد حي مولاي رشيد أحد أكبر وأقدم الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، إذ يضم كتلة سكانية هائلة تمتد على عشرات الآلاف من الأسر، لكن المفارقة أنه، رغم هذا الثقل الديمغرافي والاجتماعي، لا يزال الحي يعيش على إيقاع التهميش والانتظار، وكأن الزمن توقف عنده منذ عقود.

شوارع ضيقة، طرق محفرة، إنارة عمومية ضعيفة أو منعدمة في بعض الأزقة، ومجاري صرف صحي متهالكة لا تصمد أمام أولى زخات المطر. هذه أبرز الملامح اليومية لساكنة الحي، الذين يشتكون من غياب أبسط شروط العيش الكريم.

الأحياء المجاورة التي استفادت من مشاريع إعادة التهيئة الحضرية أضحت تختلف كلياً في مظهرها ووضعيتها، بينما ظل حي مولاي رشيد وكأنه خارج أجندة المنتخبين والبرامج التنموية.

خصاص في الفضاءات العمومية

رغم الكثافة السكانية المهولة، يفتقر الحي إلى مساحات خضراء حقيقية، وملاعب قرب كافية، ومراكز ثقافية أو مكتبات عمومية تستقطب شباب المنطقة.
هذا الغياب جعل الأطفال والشباب عرضةً للشارع بما يحمله من مخاطر الانحراف والهدر المدرسي، في غياب بدائل تحفز على الإبداع والاندماج.

وسائل النقل العمومي التي تربط الحي بباقي أحياء الدار البيضاء تبقى محدودة وضعيفة الجودة، ما يضاعف معاناة السكان، خصوصاً التلاميذ والطلبة والعمال الذين يقطعون يومياً مسافات طويلة نحو المدارس والمعاهد ومقرات العمل.
أما المستشفيات والمراكز الصحية القليلة الموجودة، فهي تعاني من الاكتظاظ ونقص التجهيزات والأطر الطبية، ما يدفع الكثير من المرضى إلى التوجه نحو القطاع الخاص بمصاريف تثقل كاهل الأسر محدودة الدخل.

كل هذه التراكمات تجعل من حق ساكنة حي مولاي رشيد أن تتساءل: ألم يحن الوقت لإنصاف الحي وإدماجه ضمن الاستراتيجيات التنموية للدار البيضاء؟
ففي الوقت الذي يتم فيه إطلاق مشاريع كبرى في مناطق أخرى من العاصمة الاقتصادية، يبدو أن هذا الحي الشعبي ظل خارج الرؤية الشمولية، وكأنه يعيش على هامش المدينة.

الفعاليات الجمعوية بالمنطقة لم تتوقف عن دق ناقوس الخطر، مؤكدة أن التهميش يولّد الإحباط ويغذي الفوارق الاجتماعية، ويؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات المنتخبة.
كما تشدد هذه الأصوات على أن التنمية الحقيقية لا تقتصر على وسط المدينة أو بعض الأحياء الراقية، بل يجب أن تشمل جميع المناطق بشكل عادل ومتوازن.

اليوم، ومع اقتراب استحقاقات انتخابية جديدة، تتجدد وعود الإصلاح والتهيئة، لكن سكان مولاي رشيد أصبحوا أكثر حذراً من الوعود الفضفاضة. فهم يتطلعون إلى مشاريع ملموسة تعيد الاعتبار لحيهم، وتضع حداً لمعاناتهم اليومية.

ويبقى السؤال مطروحاً بإلحاح: هل سيظل حي مولاي رشيد منطقة منسية ضمن السياسات العمومية للدار البيضاء، أم أن ساعة الإنصاف قد دقت؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

تنظيم الدورة 24 للمهرجان الوطني لعبيدات الرما بخريبكة

 خريبكة: سعيد العيدي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة