طارق أعراب
منذ سنوات، تقف الحديقة العمومية المحاذية للقصر الملكي بمدينة آسفي شاهدة على الإهمال الممنهج الذي يطبع تدبير المرافق الحضرية بالمدينة. فضاء من المفترض أن يكون متنفسًا بيئيًا وجماليًا للساكنة والزوار، تحوّل إلى نقطة سوداء تعكس غياب رؤية واضحة لدى المجلس الجماعي وتراخي السلطات المحلية في حماية المجال العام.
الأشجار جافة، الممرات متآكلة، والأضواء معطلة، فيما تحوّلت بعض أركان الحديقة إلى مكبّ عشوائي للنفايات ومأوى للمنحرفين. وضعية تثير استغراب الساكنة، خاصة وأن موقع الحديقة استراتيجي وحساس، إذ تقع أمام القصر الملكي، ما يجعل هذا الإهمال علامة استفهام كبيرة حول مدى جدية المسؤولين في تدبير صورة المدينة.
الانتقادات الموجهة للمجلس الجماعي تتجاوز الجانب الجمالي والبيئي، لتكشف عن غياب الحكامة في تدبير المال العام، إذ لم يتم إدراج مشروع تهيئة هذه الحديقة ضمن أولويات الميزانية رغم أهميتها الرمزية. وهو ما يطرح سؤالًا عن المعايير التي يعتمدها المنتخبون في ترتيب المشاريع: هل تلبية حاجيات الساكنة، أم مجرد حسابات سياسية وانتخابية ضيقة؟
الحدائق ليست مجرد فضاءات خضراء، بل مرآة لمدى احترام المدينة لمواطنيها واهتمامها بجودة حياتهم. غير أن آسفي، التي تزخر بتاريخ وحضارة عريقة، ما زالت ترزح تحت وطأة الإهمال في أبسط مقومات الحياة الحضرية. والساكنة، التي ملّت من الوعود، تتطلع إلى تدخل عاجل يعيد الاعتبار لهذه الحديقة ويضع حدًا للاستهتار المستمر.
