خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
صرخة أمال مريم الملقبة بـ”سواعد”: “عتقوني من البنكة باغية تشردني أنا ووليداتي”
تلقت أمال مريم، الملقبة بـ”سواعد”، رئيسة الحلايقية بساحة جامع الفنا، إنذاراً رسمياً من إحدى البنوك يقضي بالحجز على شقتها بسبب ديون متراكمة تناهز 126 ألف درهم، وهو ما ينذر بتشريدها رفقة أطفالها في حال لم تسوِّ وضعيتها المالية في أقرب الآجال.
“سواعد” ليست مجرد فنانة شعبية عادية، بل أيقونة من أيقونات ساحة جامع الفنا، تلك الساحة التي صنفتها اليونسكو تراثاً إنسانياً لامادياً. حضورها اليومي وقيادتها لفرقة الحلايقية جعل منها رمزاً لجزء من الذاكرة الجماعية لمراكش والمغرب.
في لحظة انكسار، رفعت “سواعد” نداءها إلى جلالة الملك محمد السادس وإلى عمدة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري، قائلة: “أنا ما عندي حتى سند.. البنكة باغية تشردني أنا ووليداتي، عتقوني من هاد الكارثة”، مؤكدة أن ضياع بيتها يعني أيضاً ضرب رمز من رموز ساحة جامع الفنا.
الواقعة تكشف عن التناقض الصارخ بين قيمة “سواعد” الفنية والتراثية وبين هشاشة وضعها الاجتماعي. فبينما تستثمر الدولة في الترويج لجامع الفنا كوجهة سياحية عالمية، يجد فنانوها أنفسهم تحت رحمة البنوك والإجراءات القضائية دون حماية أو دعم يليق بمكانتهم.
قضية “سواعد” تطرح سؤالاً عميقاً: هل يمكن أن نحافظ على الساحة التراثية بغير فنانيها وروادها؟ وهل يعقل أن تتحول وجوه مراكش الرمزية إلى ضحايا قروض وضغوطات مالية، بينما هم عماد صورة المغرب الثقافية والسياحية؟