موسم سيدي اعمارة 2025.. عودة الحياة إلى فضاء تراثي أصيل

موسم سيدي اعمارة 2025.. عودة الحياة إلى فضاء تراثي أصيل

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
108
0

طارق اعراب

يشهد إقليم آسفي هذه الأيام تنظيم موسم سيدي اعمارة، وهو واحد من أهم المواعيد السنوية التي تجمع بين الطابع الديني والبعد التراثي والاجتماعي. يشكّل هذا الموعد فرصة للساكنة والزوار من مختلف المناطق من أجل استعادة أجواء الماضي في فضاء يحتضن عادات ضاربة في عمق التاريخ، حيث تمتزج الطقوس الروحية بالممارسات الشعبية في مشهد يعكس هوية المنطقة.

في قلب الجبال، تتحول الساحة إلى مسرح مفتوح للفروسية التقليدية، حيث تزين خيول الفرسان بأبهى الحلل وتعلو أصوات البارود في سماء المنطقة عبر عروض التبوريدة التي تستهوي الكبار والصغار. هذه الفقرة الاحتفالية تجعل من الموسم لوحة فنية متكاملة، تعكس ارتباط الأهالي بالفروسية كجزء من هويتهم الثقافية التي تناقلتها الأجيال.

ولا يقتصر الموسم على الجانب الاحتفالي فقط، بل ينعش الحركة الاقتصادية والتجارية بالمنطقة. فخلال أيام الموسم، تنتشر الخيام والأسواق الشعبية، حيث تُعرض المنتوجات المحلية والسلع التقليدية، ويستقبل التجار زواراً كُثر يبحثون عن تجربة مختلفة تجمع بين التسوق والمقايضة وأجواء السوق القديم.

كما يحضر البعد الاجتماعي بقوة، إذ يُعتبر الموسم فرصة للقاء العائلات والأصدقاء الذين تفرقهم ظروف العمل والهجرة، ليجتمعوا حول موائد الطعام التقليدي، ويتبادلون أطراف الحديث في أجواء ودية تعيد للأذهان دفء الزمن الجميل. هذه اللحظة من التلاقي تمنح للحدث قيمة إضافية، حيث يذوب الفرد داخل جماعة تحافظ على نفس الذاكرة الجماعية.

ومع كل دورة جديدة، يبرهن موسم سيدي اعمارة على قدرته في الحفاظ على استمراريته وجاذبيته. فهو ليس مجرد احتفال عابر، بل مناسبة حقيقية لإحياء التراث وصون الموروث الثقافي المغربي في حلّة متجددة، تجعل من سنة 2025 محطة أخرى ناجحة تضاف إلى سجل هذا الموعد التاريخي.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

القضاء يدين مسير شركة رياضية بسنة حبسا أساء لرئيس الكوكب إدريس حنيفة

هيئة التحرير أصدرت المحكمة الابتدائية بطنجة، مساء الخميس،