أول تأهل للمونديال دون خروج المغاربة للإحتفال .. ماذا تغيّر ؟

أول تأهل للمونديال دون خروج المغاربة للإحتفال .. ماذا تغيّر ؟

- ‎فيرياضة
121
0

طارق اعراب

تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة السابعة في تاريخه، غير أن هذا الإنجاز لم يرافقه نفس الحماس والشغف الذي طبع مشاركاته السابقة. فالجماهير المغربية اعتادت على متابعة التصفيات في أجواء من الترقب والانتظار، لكن هذه المرة بدا الأمر وكأنه طبيعي وعادي، وكأن التأهل أصبح مجرد محطة روتينية في مسار الكرة المغربية.

التاريخ القريب يذكر مباراتين حاسمتين لا تُنسى؛ الأولى كانت أمام الكوت ديفوار في أبيدجان سنة 2017، حيث ضمن “الأسود” بطاقة التأهل إلى مونديال روسيا 2018 وسط فرحة عارمة اجتاحت الشوارع المغربية. والثانية كانت سنة 2021 حين فاز المنتخب المغربي على الكونغو الديمقراطية بملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، ليحجز مكانه في مونديال قطر 2022، في أجواء احتفالية كبيرة.

لكن ما الذي تغير اليوم؟ السبب يعود بالأساس إلى سلسلة الانتصارات المتواصلة التي حققها المنتخب في مختلف المنافسات، سواء في تصفيات كأس إفريقيا أو كأس العالم. فالمغرب لم يعرف طعم الهزيمة، بل خاض أغلب مبارياته بسهولة نسبية، أمام منتخبات لا تُصنف ضمن الكبار قارياً. هذا جعل التأهل يبدو مضمونا منذ البداية، وقلّص من عنصر الإثارة الذي كان يرافق المواجهات الحاسمة في السابق.

عامل آخر ساهم في برودة الأجواء، يتمثل في اتساع عدد المقاعد الممنوحة لإفريقيا، إذ ارتفع من نصف مقعد في السبعينات إلى تسعة مقاعد مباشرة زائد مقعد للملحق في النظام الجديد. وبذلك لم يعد التأهل صعب المنال كما كان سابقاً، خاصة بالنسبة لمنتخبات بحجم المغرب وتونس والسنغال ومصر.

يضاف إلى ذلك أن الجماهير المغربية أصبحت ترى في المشاركة بحد ذاتها إنجازاً عادياً، بعدما بلغ المنتخب نصف نهائي مونديال قطر 2022 واحتل المركز الرابع، وهو ما رفع سقف الطموحات. فاليوم لم يعد المشجع المغربي يبحث عن مجرد بطاقة عبور إلى المونديال، بل يطمح إلى تكرار أو تجاوز إنجاز قطر، وربما بلوغ النهائي.

مقارنة مع مجموعات أخرى، يظهر بوضوح أن الحماس والتنافس لا يزال حاضراً في بلدان مثل مصر، الجزائر، غانا أو الكاميرون، حيث تدور مباريات قوية وحاسمة تثير الجدل والنقاش في الإعلام والساحات الرياضية. أما في مجموعة المغرب، فقد حُسم الأمر مبكراً، مما أفقد المباريات قيمتها التنافسية.

في النهاية، يمكن القول إن الكرة الإفريقية تحتاج إلى مراجعة نظام التصفيات، ربما بالاستفادة من تجربة أمريكا الجنوبية حيث تلعب جميع المنتخبات في مجموعة واحدة بعدد كبير من المباريات يضمن الإثارة والمتابعة. أما بالنسبة للمغرب، فقد أصبح الغياب عن المونديال بمثابة صدمة غير مقبولة، فيما يظل الرهان الحقيقي هو تحقيق نتائج مشرفة في كأس العالم المقبلة، التي ستعرف لأول مرة مشاركة 48 منتخباً.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

رهانات جديدة أمام الوالي رشيد بن شيخي على رأس جهة مراكش آسفي

هيئة التحرير يستقبل مواطنو جهة مراكش آسفي واليهم