هيئة التحرير
منذ انتخابه نائباً برلمانياً عن دائرة مراكش ورئيساً لمقاطعة المنارة، اختار عبد الواحد الشافقي أن يسلك نهجاً مغايراً في ممارسة مسؤوليته السياسية، يقوم على الشفافية، التواصل المباشر، وتقاسم تفاصيل العمل البرلماني مع المواطنات والمواطنين.
الشافقي، الذي خبر العمل السياسي عن قرب، لا يرى في مقعد البرلمان مجرد حضور داخل قبة زجاجية مغلقة، بل يعتبره امتداداً لعقد ثقة بينه وبين الساكنة، وهو ما جعله يحرص منذ سنة 2022 على نشر مساهماته وأسئلته البرلمانية، سواء الشفوية أو الكتابية، على منصات التواصل الاجتماعي.
في نظره، المسؤولية العمومية لا تُختزل في التشريع ومراقبة الحكومة، بل هي التزام يومي أمام الرأي العام، يقوم على الوضوح، الصدق، وتقاسم المعلومة. لذلك يرفض الشافقي بشدة الاتهامات التي توجه له أحياناً بكون هذا السلوك مجرد بحث عن “البوز” أو دعاية انتخابية مبكرة. بالنسبة إليه، المسألة تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة، لتصبح واجباً أخلاقياً واعترافاً بحق الجميع ـ سواء ممن صوتوا له أو لم يقتنعوا به ـ في متابعة ما ينجز باسمهم داخل المؤسسة التشريعية.
الشافقي يؤكد أنه لو سمحت القوانين الداخلية للبرلمان بنشر تفاصيل عمل اللجان البرلمانية، لكان أول المبادرين إلى ذلك، لأن الشفافية بالنسبة له ليست خياراً ظرفياً، بل قاعدة أساسية للممارسة السياسية السليمة. إنها، كما يراها، المدخل لإعادة الثقة بين المواطن والمؤسسات، ولإعطاء معنى حقيقي للشعار الذي يرفعه: “السياسة خدمة وليست امتيازاً”.
اليوم، يواصل عبد الواحد الشافقي الوفاء بعهد قطعه على نفسه، وهو أن يجعل من كل مبادرة، كل سؤال، وكل تدخل تحت قبة البرلمان، مادة مفتوحة أمام العموم. وفاء يترجمه إيمانه بأن خدمة الصالح العام لا تُبنى إلا على الصدق، الالتزام، والوضوح.
بعيداً عن قبة البرلمان، يشكل المسار الاجتماعي والسياسي للشافقي خلفية تفسر اختياراته الحالية؛ فهو ابن مراكش، المرتبط بقضاياها وهموم ساكنتها، وواحد من السياسيين الذين تدرجوا في المسؤوليات من العمل المحلي داخل مقاطعة المنارة، قبل أن يحظى بثقة الناخبين لتمثيلهم في المؤسسة التشريعية. هذا الاحتكاك المباشر بالمجتمع المحلي منح الشافقي وعياً بخصوصيات الساكنة وتطلعاتها، وهو ما انعكس على طريقة تعاطيه مع العمل البرلماني.
وبين قبة البرلمان ومكتب مقاطعة المنارة، يرسم الشافقي صورة السياسي الذي يسعى لإعادة تعريف العلاقة بين المنتخبين والناخبين، علاقة تقوم على الاحترام المتبادل، والمكاشفة المستمرة، في زمن يشتد فيه عطش المواطن للمصداقية والجدية.