تدوينة القيادي بالعدل والإحسان بناجح بين التضليل السياسي والحقيقة الميدانية

تدوينة القيادي بالعدل والإحسان بناجح بين التضليل السياسي والحقيقة الميدانية

- ‎فيرأي
236
التعليقات على تدوينة القيادي بالعدل والإحسان بناجح بين التضليل السياسي والحقيقة الميدانية مغلقة

محمد خالد

أعاد القيادي في جماعة العدل والإحسان حسن بناجح، عبر صفحته على “فايسبوك”، نشر صورة قديمة التقطت شهر يناير الماضي من دوار أمسكرار بجماعة تافنكولت إقليم تارودانت، وقدمها على أنها تعكس الوضع الحالي للمتضررين من زلزال الحوز بعد مرور سنتين على الفاجعة. وهو ما أثار استغراب المتابعين، لكون الصورة لا تعكس الواقع الراهن وإنما وُظفت لإثارة عواطف الرأي العام وتغذيته برسائل سياسية بعيدة عن معاناة المواطنين الحقيقية.

من الناحية الأخلاقية والمهنية، فإن نشر صور قديمة على أنها حديثة يُعتبر تضليلاً صريحاً، خاصة عندما يتعلق الأمر بملف حساس مثل إعادة الإعمار الذي يتابعه المغاربة عن كثب. إذ من الواجب التمييز بين الملاحظات المشروعة حول وتيرة الأشغال أو حجم الاستجابة الرسمية، وبين توظيف صور لا تمت للزمن الراهن بصلة.

المؤكد أن هناك متضررين ما يزالون يعيشون ظروفاً صعبة، وهذا واقع لا يمكن إنكاره. لكن، في المقابل، لا يمكن القفز على حجم الاستثمارات المرصودة، والمشاريع التي أُطلقت فعلاً لإعادة البناء وتعويض الأسر. كما لا يمكن إنكار وجود ورش ضخم يواكب بتتبع ملكي مباشر، تجري الأشغال فيه بوتيرة متفاوتة بين المناطق بحسب تضاريسها وصعوباتها.

إن استعمال صور قديمة أو مشاهد منتقاة بعناية لتغذية خطاب سياسي معارض، لا يخدم في النهاية إلا تضليل النقاش العمومي، ويكرس فقدان الثقة في المعلومة. في المقابل، يحتاج الرأي العام اليوم إلى نقاش جدي ومسؤول حول تحديات الإعمار، التمويل، وتتبع إنجاز المشاريع، بدل الانجرار وراء صور مفبركة زمنياً، تُستعمل كأداة لتصفية حسابات سياسية.

بذلك، فإن تدوينة بناجح الأخيرة ليست مجرد رأي، بل تعكس مقاربة انتقائية تفتقد للنزاهة الفكرية والموضوعية. ومن حق المواطنين، قبل أي شيء، أن يتوصلوا بمعطيات دقيقة وموثوقة، بعيداً عن توظيف المآسي الإنسانية في معارك سياسية ضيقة.

يمكنك ايضا ان تقرأ

عبد الواحد الشافقي.. برلماني يضع الشفافية جسراً للتواصل مع المواطنين

هيئة التحرير منذ انتخابه نائباً برلمانياً عن دائرة