هيئة التحرير
في مشهد سياسي كثيراً ما تطغى عليه الحسابات الضيقة واللغة الدبلوماسية، يبرز اسم البرلماني عبد اللطيف الزعيم، نائب إقليم الرحامنة عن حزب الأصالة والمعاصرة، كصوتٍ مختلف يصر على أن يضع الحقيقة في صدارة خطابه، ولو كلّفه ذلك الاصطدام بالمسؤولين أو الإحراج تحت قبة البرلمان.
ينحدر الزعيم من بيئة بسيطة داخل إقليم الرحامنة، وهو ما جعل ارتباطه بالساكنة وثيقاً، بل ومصدر قوته السياسية. فالناخبون يرونه واحداً منهم، لا يتردد في حمل همومهم اليومية، من مشاكل الفلاحة والماء الصالح للشرب إلى البطالة وضعف البنيات التحتية.
داخل إقليم الرحامنة، يحظى عبد اللطيف الزعيم بصورة خاصة لدى الساكنة. فهو بالنسبة للكثيرين “لسان حال الإقليم”، الذي ينقل مشاكلهم دون تزيين أو تحريف، بدءاً من هموم الفلاح البسيط، مروراً بتطلعات الشباب الباحثين عن العمل، وصولاً إلى معارك تحسين الخدمات الاجتماعية. هذا القرب من الناس جعله يحظى بتقدير محلي واسع، رغم الانتقادات التي توجه أحياناً لحدة أسلوبه أو لهجته المباشرة. لكن في النهاية، يظل بالنسبة لغالبية أبناء الرحامنة صوتاً صادقاً، لا يتوارى خلف عبارات منمقة أو شعارات انتخابية.
ما يميز الزعيم أنه لا يخشى الاصطدام بالحسابات السياسية الضيقة، وهو ما يفسر حضوره الدائم في النقاش العمومي كبرلماني مختلف، يفضل أن يخسر تحالفاً حزبياً على أن يخسر ثقة ناخبيه.
خلال جلسات البرلمان، لا يختبئ عبد اللطيف الزعيم خلف العبارات المنمقة، بل يخاطب الوزراء ورؤساء المؤسسات بلغة شعبية صريحة تصل مباشرة إلى مسامع الرأي العام. في زمنٍ يتوجس فيه الكثيرون من “زلة لسان” قد تكلفهم حظوتهم، يذهب الزعيم عكس التيار، مؤمناً أن البرلماني الحقيقي هو الذي يقول ما يفكر فيه الناس العاديون، لا ما يريد أن يسمعه أصحاب القرار.
لا يخشى الزعيم من تحميل المسؤوليات علناً، سواء تعلق الأمر بقطاعات وزارية أو بمؤسسات محلية. غير أن جرأته لا تعني تهجماً أو شعبوية، بل تُفهم أكثر في سياق دفاعه المستميت عن قضايا الرحامنة. لهذا صار يوصف في المنطقة بـ”لسان الناس”، لأنه لا يرضى أن تمر مشاكل الإقليم دون أن يضعها على طاولة النقاش الوطني.
ومثل كل السياسيين المختلفين، يثير عبد اللطيف الزعيم نقاشاً متواصلاً حول أسلوبه المباشر. فهناك من يعتبره “برلمانياً استثنائياً” يقتحم المناطق المحظورة، وهناك من يرى في طريقته نوعاً من المبالغة التي قد تُفقد خطابه الدقة. غير أن المؤكد أن الرجل نجح في فرض نفسه كأحد أبرز البرلمانيين الذين لا يمرون مرور الكرام.
سواء اتفق معه الخصوم أو اختلفوا، فإن وجود عبد اللطيف الزعيم يضيف نكهة خاصة للنقاش السياسي المغربي. فهو يذكّر الجميع بأن مهمة البرلماني ليست فقط التصويت على القوانين، بل تمثيل المواطنين بجرأة، ومساءلة الحكومة دون خوف، وتذكير المسؤولين بأن الشعب يراقب.