طارق اعراب
تتواصل أشغال إعادة الإعمار بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز بوتيرة متسارعة، حيث اكتمل بناء حوالي 24 ألف مسكن، وتم وضع برنامج دعم مالي للأسر يشمل 2500 درهم شهرياً لتغطية مصاريف الكراء والإيواء، إضافة إلى منح تتراوح بين 80,000 و140,000 درهم لإعادة البناء، ما ساعد على استقرار آلاف العائلات وبدء أشغال التشييد.
وحسب التقديرات الرسمية، من المنتظر أن تصل نسبة الإنجاز إلى 93% مع نهاية الشهر الجاري، ثم 96% خلال الشهرين المقبلين، الأمر الذي سيتيح إنهاء الاعتماد على الخيام بشكل نهائي وتعويضها بمنازل جديدة. وقد تمكنت اللجان المكلفة من تجاوز العديد من الصعوبات الميدانية، خاصة في المناطق الوعرة أو التي كانت ممنوعة من البناء، من خلال حلول بديلة ساهمت في تسريع وتيرة الإنجاز.
ويأتي هذا المشروع بتوجيهات ملكية، هدفه توفير سكن كريم للأسر المتضررة وإعادة الحياة إلى طبيعتها في أقصر الآجال. وقد خضعت عملية منح تراخيص البناء لمراقبة دقيقة من طرف مهندسين ومكاتب دراسات مختصة، لضمان مطابقة المنازل لمعايير السلامة ومقاومة الزلازل، مع الحفاظ على الطابع المعماري والثقافي للمنطقة.
لكن في المقابل، لا تزال بعض الأسر خارج هذا المسار، وهو ما أثار استياء العديد منهم الذين تساءلوا عما إذا كانوا مشمولين ضمن هذه الفئة التي لم تبدأ بعد أشغال البناء. وتعود أسباب هذا التعثر بالأساس إلى خلافات بين الورثة أو تردد بعض المستفيدين في مباشرة الأشغال رغم تسلمهم للدفعة الأولى من الدعم، ما دفع السلطات إلى توجيه إنذارات واتخاذ إجراءات قانونية لحثهم على الانطلاق.
ويُعتبر ما تحقق إلى حدود الساعة إنجازاً استثنائياً بالمقارنة مع تجارب دولية مشابهة، إذ لم يمر على انطلاق عملية إعادة الإعمار سوى عام ونصف، في حين استغرقت دول أخرى سنوات طويلة للوصول إلى نسب قريبة مما تحقق في المغرب. ولولا الإكراهات الجغرافية وصعوبة تضاريس المنطقة، لكانت مدة الإعمار أقل بكثير مما هي عليه اليوم.
