ما بعد مباراة الافتتاح: الجمهور بين السلوك الحضاري وبعض التجاوزات

ما بعد مباراة الافتتاح: الجمهور بين السلوك الحضاري وبعض التجاوزات

- ‎فيرياضة
153
التعليقات على ما بعد مباراة الافتتاح: الجمهور بين السلوك الحضاري وبعض التجاوزات مغلقة

طارق اعراب

شهد ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط أمسية تاريخية مع أول مباراة تقام على أرضيته بعد إعادة افتتاحه، إذ تحولت الأجواء إلى احتفال جماعي أكثر مما كانت مواجهة كروية. فالجماهير التي حجت بالآلاف لم يكن حديثها عن نتيجة المباراة بقدر ما كان انبهاراً بالمرافق الجديدة وروعة التصميم التي جعلت من الملعب تحفة معمارية تضاهي كبريات الملاعب العالمية.

بعد صافرة النهاية، ظهرت عدة ملامح تستحق التوقف عندها. فالغالبية العظمى من الجمهور التزمت بالنظام سواء في الدخول أو الخروج، ورغم الاكتظاظ الكبير في القنطرة المؤدية إلى حي الرياض، فإن التعامل الراقي بين الناس جعل الموقف يمر بسلاسة. عائلات وأطفال ونساء وجدوا أنفسهم وسط زحام خانق، ومع ذلك ساد جو من الاحترام والهدوء، وهو ما يعكس وجهاً مشرفاً للجماهير المغربية.

لكن في المقابل، لم تخلُ الأجواء من بعض السلوكات السلبية. فقد عمدت مجموعة من المشجعين إلى اقتحام أرضية الملعب بعد نهاية المباراة، في مشهد غير مقبول يسيء إلى صورة الجمهور وإلى الجهود المبذولة للحفاظ على جمالية المنشأة. كما سجلت حالات محدودة لعدم احترام الطابور عند الدخول، وهو ما تسبب في فوضى بسيطة سرعان ما تمت السيطرة عليها.

من جانب التنظيم، بذل رجال الأمن والمنظمون مجهوداً كبيراً لتأمين الحدث، حيث تعاملوا بسلاسة مع الجماهير وتفادوا أي احتكاك غير ضروري. غير أن بعض الملاحظات برزت، منها طريقة استعمال بوابات الدخول الإلكترونية التي ظل تشغيلها بيد الموظفين بدلاً من ترك المشجعين يمررون تذاكرهم بأنفسهم، إلى جانب استمرار ظاهرة المقاعد الفارغة في بعض المدرجات خاصة المخصصة للأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك بسبب غياب أصحابها أو تدخل السماسرة في التذاكر. كما أن الازدحام في الممر المؤدي إلى حي الرياض كشف عن ضرورة تسريع فتح مواقف السيارات وتشغيل محطة القطار القريبة لتفادي هذه الاختناقات مستقبلاً.

المشهد العام بعد المباراة أعطى رسالة واضحة مفادها أن التحدي الأكبر لا يقتصر على بناء الملاعب بمعايير عالمية، بل يشمل أيضاً السلوك الجماعي للجماهير. فالحفاظ على هذه المنشآت وحسن استغلالها مسؤولية مشتركة، وأي تخريب أو تجاوز لا يمس مرفقاً عمومياً فقط بل يسيء إلى صورة بلد بأكمله. إن ملعب الأمير مولاي عبد الله أصبح أيقونة وطنية تستحق أن نحميها ونرعى جماليتها، خصوصاً وأن المغرب مقبل على استحقاقات كبرى في مقدمتها كأس إفريقيا التي ينتظرها الملايين بشغف.

يمكنك ايضا ان تقرأ

الدار البيضاء. تفكيك شبكة إجرامية متورطة في بيع هواتف مسروقة من عملية سطو مسلح بفرنسا

هيئة التحرير أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على