حين ينتصر الوطن .

حين ينتصر الوطن .

- ‎فيرأي
103
التعليقات على حين ينتصر الوطن . مغلقة

ذ. ادريس المغلشي .

في لحظة انتصر فيها العقل والحكمة ببعدها الإنساني الراقي وتجسدت ميزات المواطنة المغربية الحقة الحالمة بغد افضل والحاملة لأجمل المعاني.لتعطي لجميع المتربصين من الداخل والخارج على حد سواء رسائل من النبل والشهامة. فالوطن صدر رحب يتسع لكل ابنائه وبناته لايعرف الضجر يحتضنهم وقت الشدة ويبادلونه التضحيات بأغلى مايملكون بأرواحهم وانفسهم فداء له .تتوارى الضغينة والاستهداف ويسمو ببعد التبصر أرجاءه. ما أجمل ان نسجل مواقف تسمو على كل الاحقاد وتجمع الشمل من جديد لتساير هذا التحول الذي نتابعه في المشهد عموما رغم كل التحديات لاشيء مستحيل امام الشعب المغربي الذي يبرهن في كل مرة على انه جدير بالرهانات الكبرى وقادرعلى كسبها مهما كانت درجة صعوبتها فنحن شعب يعشق التحدي ويستميت في طلبه .

عرفت الساحة الوطنية البارحة حدثين استأثرا باهتمام الرأي العام وغطت تفاصيلهما على كل الأحداث ولم نعد نسمع سوى تقديم التعازي في وفاة احمد عيزي الزفزافي الذي أحب وطنه إلى آخر رمق هذا الشامخ الذي لم يستكن و لم يتنازل ولم يستسلم ، انتشر في الآونة الاخيرة شريط منسوب له وهو يقدم ملتمسه الاستعطافي لابنه ناصر الزفزافي لعله يراه قبل موته لكن تشاء الأقدار والظروف غير ذلك دقائق معدودة من كلام معبرمن أب لابنه بمضمون مؤثر ورسالة قوية تطوف ارجاء العالم . لتلتقط الإشارة الجهات المسؤولة وعلى رأسها مندوبية السجون مشكورة لتلبي هذا الطلب الإنساني كرسالة نبيلة وإشارة عميقة نأمل أن يتلوها انفراج يطوي ملف الإعتقال السياسي الريف وباقي الجهات بشكل نهائي ونعلن مرحلة جديدة من التصالح مع منطقة عانى أبناؤها من سوء تدبير حكومي .
عرفت الحسيمة حضورا استثنائيا بعدما حج كثير من الناس لحضور تشييع أب الحراك والأحرار والحرائر كما جاء في كلمة مؤثرة وسط حشد جماهري غفير ناصر الزفزافي بدا كما عهدناه رجلا صابرا كالطود لا تؤثر فيه الأحداث وجاءت كلماته المرتجلة والمقتضبة في نفس الوقت محكمة البناء تقطع الطريق على سوء التأويل وتفتح آفاقا جديدة . رد في كلامه على المتقولين وفصل بشكل منهجي بكلمات واضحة وبذكاء كذلك ولاءه للوطن بجهات الأربع مفندا مزاعم من ركبوا على الحدث ليعطوه ابعادا غير بريئة وغير تلك التي كانت منطلقا اساسا للحراك الشعبي منذالبداية وعلى راسها مسيرة شعبية ذات مطالب اجتماعية.
المثير في المشهد تلك الاجواء التي عرفتها جنازة الأب احمد عيزي الزفزافي وكأنها استفتاء شعبي على موت السياسة في تلك المنطقة وتشييعها إلى مثواها الاخير وان الحراك هناك مازال فتيا يحتاج لإطار سياسي جديد كبديل يتأسس على انقاض أحزاب متهالكة تجاوزها التاريخ وانتهت صلاحيتها منذ زمان على الاقل منذ انتكاسة 2016. ولم تستوعب الدرس. الحدث عرف زخما كبيرا من المتابعة وهذا دليل على ان الاحداث التي لها ارتباط بالشعب و تربة الوطن لاتموت وستبقى خالدة يتوارثها جيل إلى جيل . الانتماء للوطن ليس شعارا فضفاضا كما يحلو للبعض تكراره وانما هي عقيدة تتأسس عليها باقي التفاصيل .وان نبذل الغالي والنفيس في سبيله. الزفزافي الابن البار الذي أعاد للساحة نقاش الريف في لحظة مؤثرة وهو يودع اغلى ما يملك يبقى حريصا على أن الوطن هو اب للكل فرغم الفقد الموجع استطاع برباطة جأشه ونضجه أن ينجح في تبليغ اكثر من رسالة على رأسها أن الانتصار بالضرورة يجب ان يكون في الاول والأخير للوطن كم كنت شهما في موقفك .. في كلماتك المعبرة… في سلوكك في كل أطوار لحظات الجنازة بكل طقوسها واحزانها … لحظة صعبة قلما نجيد تدبيرها فكنت فيها موفقا إلى حد بعيد حياك الله واكثر من امثالك فما احوج الوطن لابنائه البررة ..!

يمكنك ايضا ان تقرأ

الملك يأمر بإعداد فتوى شاملة حول الزكاة في الاقتصاد الحديث

خولة العدراوي أصدر الملك محمد السادس توجيهاته إلى