مهرجانات آسفي… جعجعة بلا طحين

مهرجانات آسفي… جعجعة بلا طحين

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
161
التعليقات على مهرجانات آسفي… جعجعة بلا طحين مغلقة

طارق أعراب

تُرفع في مدينة آسفي شعارات كبيرة كلما تم الإعلان عن مهرجان أو معرض جديد: “تنشيط ثقافي”، “تعزيز الرواج السياحي والتجاري”، و“إشعاع المدينة”. لكن ما يعيشه المواطن على الأرض مختلف تمامًا عن تلك الوعود.

فأغلب هذه التظاهرات تُقام في فضاءات مغلقة، بالدعوات الخاصة فقط أو بتذاكر محدودة، ما يجعلها بعيدة عن عموم الساكنة. وكأن الغاية ليست إشراك المواطنين، بل خلق فضاء ترفيهي لنخبة ضيقة تستفيد وحدها. والأسوأ أن أغلب هذه الأنشطة تمر دون علم أهل المدينة أنفسهم، إذ يغيب أي تسويق أو تواصل بشأنها، وكأن منظميها يتعمدون ذلك مخافة الانتقادات.

أما على المستوى الفني، فغالبًا ما تتم دعوة أسماء غير معروفة على الصعيد الوطني، بعروض متواضعة وبأجور زهيدة، في صورة تكشف أن الغاية ليست الجودة أو التأثير، بل مجرد ملء البرنامج بأقل التكاليف.

المفارقة أن هذه المهرجانات والمعارض تستفيد من دعم عمومي معتبر، غير أن أثرها على حياة المدينة يبقى باهتًا: لا حركة تجارية حقيقية في الأسواق، لا انتعاش للسياحة، ولا حتى تنظيم يليق بالميزانيات المرصودة. فيبقى السؤال المقلق: هل فعلاً تُصرف الأموال المخصصة لهذه التظاهرات كما يُعلن؟ أم أن الجزء الأكبر منها يضيع في مسارات لا يعرفها أحد؟

النتيجة واضحة لساكنة آسفي: مهرجانات لا تضيف شيئًا للمدينة، بل تكرّس الإقصاء، وتترك انطباعًا عامًا بأن المال العام يُهدر دون مقابل. وبينما مدن أخرى استطاعت تحويل مهرجاناتها إلى رافعة اقتصادية وثقافية، ما تزال آسفي تراوح مكانها وسط حفلات محدودة الفائدة.

يمكنك ايضا ان تقرأ

محمد حفيظ: لماذا كتبت “عبد الإله بن كيران كَذَّاب”؟

بقلم: محمد حفيظ اتصل بي عدد من الأصدقاء