هيئة التحرير / تصوير: ف. الطرومبتي
يشهد مركز ساحة جامع الفنا بمراكش، قلب المدينة التاريخي ونقطة جذب الزوار المحليين والأجانب، أعمال تهيئة واسعة من طرف المجلس الجماعي، تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وتوفير فضاء حضاري يرتقي لتطلعات روادها وزوارها. وقد شملت هذه الأشغال توسعة في بعض الممرات، وإعادة ترتيب الأماكن المخصصة للباعة والمقاهي، بما يعكس أهمية الساحة كواجهة ثقافية وسياحية للمغرب.
غير أن المتتبع للشأن المحلي لاحظ مؤخراً أن بعض المحلات والمقاهي المتواجدة على طول الساحة عمدت إلى إضافة جدران وأسوار أسمنتية عشوائية، في مخالفة واضحة للمعايير المعمارية للفضاء العام. وتسببت هذه الإضافات في تشويه المشهد العام، مما أثار استياء الزوار وسكان المدينة على حد سواء، خصوصاً أن بعضها ارتبط بأحداث سابقة سوداء تركت أثراً سيئاً في ذاكرة العموم.
ومن أبرز هذه التجاوزات، الجدران التي أضافتها إحدى المقاهي الشهيرة على طول واجهتها، والتي أثرت سلباً على انسيابية الحركة في الساحة وأخلت بتناسقها التاريخي والمعماري. هذه التصرفات أثارت تساؤلات عديدة حول مدى التزام أصحاب المحلات بالقوانين المنظمة للملك العمومي، وأهمية تدخل السلطات المحلية للحفاظ على النسيج العمراني التاريخي للساحة.
ويرى خبراء في المجال الحضري أن إعادة الساحة إلى صورتها السابقة قبل سنة ضروري للحفاظ على جاذبيتها واستمرارية عملها كفضاء سياحي وثقافي حيوي. ويأتي ذلك في وقت تؤكد فيه السلطات على ضرورة احترام الملك العمومي، وضمان تنفيذ المشاريع الجماعية دون تجاوزات أو تشوهات من شأنها التأثير على صورة المدينة.
ويأمل المتتبعون أن تتدخل السلطات المحلية بشكل عاجل لإزالة الإضافات العشوائية وإعادة الأمور إلى نصابها، بما يضمن حماية التراث الحضاري والتاريخي لساحة جامع الفنا، وتحقيق التوازن بين مصالح أصحاب المحلات وحقوق الزوار والسكان.
