أخبار اليوم.. حينما يصبح التافه أهم من المهم

أخبار اليوم.. حينما يصبح التافه أهم من المهم

- ‎فيرأي, في الواجهة
545
التعليقات على أخبار اليوم.. حينما يصبح التافه أهم من المهم مغلقة

نورالدين بازين

إذا أردت أن تعرف حال الإعلام في بلادنا، فليس عليك سوى أن تفتح هاتفك هذا الصباح: خبر هنا عن اعتقال غيثة عصفور بتهمة الخيانة الزوجية، وخبر هناك عن الفنانة دنيا بوطازوت وهي تتجول في “مول” رفقة حارس شخصي كأنها في مهمة سرية مع الـFBI، وبينهما جدل عقيم حول اللاعب حريمات والمدرب الركراكي، أما النقاش الأسمى فقد اختُزل في سؤال فلسفي عميق: الكرة الذهبية.. هل يستحقها حكيمي أم ديمبلي؟

كأننا أمة لا مشاكل لها غير هذه القضايا المصيرية. لا غلاء أسعار، لا أزمة تعليم، لا انهيار صحة، لا فساد في المشاريع، فقط نحن ومصير بوطازوت داخل “المول”، وغيثة عصفور في مخفر الشرطة، وحكيمي في سباق مع ديمبلي على الكرة الذهبية التي لن نراها إلا في الصور.

الغريب أن النقاش حول حريمات والركراكي صار يُدار بجدية وكأن الأمر يتعلق بمؤتمر للأمم المتحدة حول التغير المناخي. الكل يصرخ، الكل يفتي، الكل يهاجم أو يدافع، حتى أنك لتظن أن مستقبل الأمة معلق في رجل واحد و”تاكتيك” مدربه.

أما الصورة الشهيرة للفنانة بوطازوت بالحارس الشخصي فهي فصل آخر من المسرحية. أيعقل أن يتحول التسوق في “مول” إلى حدث وطني؟ ربما نحن شعب يفتقر إلى الترفيه، فصرنا نعتبر مرافقة حارس شخصي عملاً بطولياً يوازي فتح الأندلس.

أما خبر اعتقال غيثة عصفور، فلا يحتاج إلى تعليق. يكفي أن يُدرج في خانة “الأخبار التي تعافها النفس”، أخبار لا تغني ولا تسمن، لكنها تجد طريقها للواجهة لأن الناس صارت تبحث عن أي شيء للتسلية، ولو كان في فضائح الآخرين.

في النهاية، تبقى الحقيقة المُرّة: نحن أمام مشهد إعلامي وشبكات اجتماعية لا ترى في الوطن سوى ملعب كرة، و”مول” تجاري، وقصص فضائح، بينما قضايا الناس الحقيقية تدفن بصمت. فمبروك علينا “البوز”، والخزي لنا في صمتنا.

يمكنك ايضا ان تقرأ

توقيف جزائري بمطار مراكش بعد إهانته لشرطي وتلفظه بعبارات نابية في حق المغاربة

طارق اعراب شهد مطار مراكش المنارة الدولي حادثاً