طارق أعراب/ ميكرو: ف. الطرومبتي
في مبادرة تهدف إلى إشراك المواطنين في النقاش حول مستقبل المدينة. ميكروطروطوار كلامكم، وهو فضاء يُتيح لسكان مراكش التعبير عن آرائهم حول مختلف جوانب الحياة الحضرية: من الفوضى المرورية إلى النظافة، ومن الخدمات العامة إلى الفضاءات الثقافية والترفيهية.
المواطنون الذين شاركوا في الميكروطروطوار لم يكتفوا بالانتقاد، بل قدموا اقتراحات عملية لتحسين المدينة. بعضهم ركّز على ضرورة إعادة تنظيم حركة السير في الأزقة القديمة، فيما طالب آخرون بتوسيع المساحات الخضراء وإنشاء مرافق رياضية للأطفال والشباب.
سكان الحي الحسيني، على سبيل المثال، أشاروا إلى أن النظافة وتسيير النفايات ما زالت تمثل تحديًا يوميًا، مؤكدين على ضرورة تدخل فعال من الجماعة المحلية لضمان بيئة صحية وسليمة. وفي المقابل، ركز شباب المدينة على أهمية تعزيز الفضاءات الثقافية والفنية ودعم المبادرات التي تعكس التراث المراكشي بطريقة معاصرة.
الميكروطروطوار أظهر أن رؤية المواطن المراكشي للمدينة تختلف باختلاف الأحياء والأجيال، لكنه اجتمع على رغبة مشتركة: أن تكون مراكش أكثر تنظيماً، صديقة للساكنة، ومستعدة لاستقبال الزوار مع المحافظة على هويتها التاريخية والثقافية.
المختصون يرون أن مثل هذه المبادرات تشكل جسرًا بين الإدارة المحلية والمواطنين، وتمكن من صياغة سياسات حضرية قائمة على احتياجات السكان الفعلية، بعيدًا عن الخطط النظرية التي تبقى حبيسة المكاتب.
الميكروطروطوار، إذن، ليس مجرد منصة للرأي، بل مسعى لإعادة صوت المواطن إلى قلب صنع القرار، لتصبح مراكش مدينة يرى سكانها أنفسهم جزءًا فاعلًا في مستقبلها، كما يحلمون بها: منظمة، نظيفة، نابضة بالحياة، وجاهزة لمواكبة تحديات العصر.
