هبئة التحرير
مراكش هاد الأيام كتغلي ماشي غير بالحرارة ديال الشمس، ولكن حتى بحرارة الفحم والمعسل. عمال وعاملات مقاهي الشيشة قرروا يخرجو للزنقة ويحتجو على الحملات الاستثنائية اللي ولات كاتشوف في “النَفَس” جريمة وفي “الأركيلة” تهديد للنظام العام. الناس ما بقاوش كايطلبو لا زيادات فالأجور ولا تحسين ظروف العمل، غير بغاو حق بسيط: “خلّيو لينا الشيشة ونعيشو فسلام”.
واحد من المحتجين، وهو ماسك الخرطوم بحال شي مناضل ماسك الراية، قال بصوت متقطع من كثرة الكحة: “السياسة عندكم تنفس.. وإحنا عندنا الاقتصاد تنفييييس”. آخر ضاف: “المغرب خاصو صناعة جديدة.. علاش ما تكونش صناعة الدخان؟ راه كاين السوق، كاين الزبناء، وكاين حتى الاستثمار فالفحم”.
السلطات من جهتها كتقول الهدف هو حماية الصحة العامة، ولكن المحتجين ردو عليهم: “الصحة العامة خط أحمر؟ ماشي مشكل، غير خلّيو لينا الدخان خط أخضر”. وهنا بان جيل جديد من النضال الشعبي: جيل كيحتج بالسحابة فوق راسو، وبشهيق وزفير جماعي بحال النشيد الوطني.
الوقفة الاحتجاجية المقبلة غادي تكون بحال مهرجان عالمي للنفَس الطويل، آلاف الرؤوس مشتعلة، مئات الخراطيم مرفوعة، والسماء فوق ساحة مراكش غادي تتحول إلى “كلاود” واحد كبير ديال الدخان. شي ساخر علق: “إلى دارو هاد الوقفة، غادي يدخلو موسوعة غينيس كأكبر سيجارة مائية جماعية فالعالم”.
المضحك المبكي أن العمال ما كيطالبوش بإسقاط الحكومة ولا حتى بإسقاط الأسعار، غير باغين إسقاط الرأس القديم من فوق الأركيلة وتعويضه برأس جديد، وهكذا يستمر النضال. واحد صاحبي قالي: “ثورة الشيشة هادي ما كتحتاجش شعارات، غير كتحتاج نفس طويل”.
وفي الأخير، يبقى السؤال: واش السلطات غادي تسمح بالشيشة كحق دستوري جديد، ولا غادي تستمر فالحملة حتى يولي شعار المرحلة: “المواطن المغربي.. بلا نفس”؟