خديجة العروسي
تشهد منطقة أمسوان وضعًا مثيرًا للاستغراب بعدما توقفت أشغال بناء المسجد الجديد، الذي كان من المنتظر أن يفتح أبوابه أمام المصلين منذ مدة، غير أن صراعات شخصية ومصالح ضيقة بين رجلَي أعمال نافذين تحولت إلى عائق حقيقي أمام استكمال المشروع.
وبحسب مصادر محلية، فإن الخلافات بين الطرفين لا علاقة لها بالجانب الديني أو بالتصميم الهندسي للمسجد، بل تعود إلى حسابات تجارية ومصالح شخصية مرتبطة بالتمويل وأحقية الإشراف على المشروع، ما أدى إلى تعطيل ورش ظل ينتظره سكان أمسوان بفارغ الصبر.
ويعتبر المتتبعون أن ما يجري هو مثال صارخ على الجشع وتغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة، خاصة وأن المشروع له رمزية دينية وروحية كبيرة في نفوس الساكنة، التي وجدت نفسها مضطرة لمواصلة أداء الصلوات في فضاءات ضيقة ومؤقتة لا ترقى إلى حاجياتها.
وقد عبّر عدد من سكان أمسوان عن استيائهم العميق من هذا الوضع، مؤكدين أن بناء المسجد شأن جماعي وروحي لا يجوز أن يُترك رهينة لصراعات رجال أعمال، مطالبين السلطات المحلية والإقليمية بالتدخل العاجل لإيجاد حل يضمن استكمال الأشغال في أقرب الآجال.
وفي ظل غياب رؤية واضحة لحل الخلاف، يظل مسجد أمسوان معلقًا بين مطرقة المصالح الخاصة وسندان حاجة السكان الملحة لمكان يليق بأداء شعائرهم الدينية، في مشهد يعكس التناقض الصارخ بين قيمة الفضاءات الدينية وطغيان منطق الجشع والنفوذ.
