عامل إقليم الرحامنة عزيز بوينيان في لحظة وفاء مع رموز التراث

عامل إقليم الرحامنة عزيز بوينيان في لحظة وفاء مع رموز التراث

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
102
التعليقات على عامل إقليم الرحامنة عزيز بوينيان في لحظة وفاء مع رموز التراث مغلقة

 

هيئة التحرير

عزيز بوينيان، عامل إقليم الرحامنة، واحد من الأسماء التي بصمت المشهد الإداري المغربي بتميزها، ليس فقط من خلال المهام الموكولة إليه، ولكن أيضا من خلال الأسلوب الإنساني الراقي الذي أضحى عنوانا لمساره العملي. فمنذ تعيينه على رأس هذا الإقليم، أبان عن قدرة استثنائية على الجمع بين الحزم الإداري والاقتراب الإنساني من المواطنين، حيث لا يتوانى عن النزول إلى الميدان، والإنصات لهم، والتفاعل مع انتظاراتهم بجدية وتواضع قل نظيرهما. هذه الصورة غير النمطية لرجل السلطة جعلت منه نموذجا مغايرا لما ألفه الناس، ورسخت مكانته كمسؤول يحظى بالاحترام والتقدير.

 

وقد شكل تكريمه في النسخة الثامنة عشرة من مهرجان الصخور للطلبة والرمى والخيالة لحظة اعتراف جماعية بقيمته، ليس فقط بصفته مسؤولا ترابيا، وإنما باعتباره إنسانا أصيلا وصادقا في تعامله مع الجميع. ذلك أن الاحتفاء به في مهرجان يحتفي بالتراث اللامادي للرحامنة يعكس عمق ارتباطه بالساكنة، وتقديرهم لطريقة تدبيره التي تقوم على تقريب الإدارة من المواطن وحماية كرامته، بما يعيد الاعتبار لدور المسؤول الترابي في بعده الإنساني قبل الإداري.

عزيز بوينيان ليس وليد الصدفة في هذا الموقع، فمساره المهني الطويل يشهد على تدرجه في مختلف المناصب باقتدار. فقد راكم خبرة كبيرة منذ التحاقه بوزارة الداخلية، حيث شغل اول مرة عاملا على اقليم تاوريرت، وقبلها كان رئيسا بقسم بوكالة الحوض المائي فاس سايس، تم بعدها مديرا لذات الوكالة.، قبل أن يتم تعيينه عاملا على إقليم الرحامنة. وخلال هذه المحطات، عُرف عنه جديته وحسن تدبيره للقضايا الترابية، وهو ما جعله يحظى بثقة المؤسسة الملكية التي وضعته في مواقع المسؤولية الحساسة، بالنظر إلى كفاءته وخبرته الإدارية.

وفي كل محطة من محطاته المهنية، ظل بوينيان وفيا لنفس النهج القائم على المسؤولية المقترنة بالتواضع. فقد وصفه الكثيرون بأنه رجل دولة بأخلاق عالية، يملك القدرة على مساءلة نفسه قبل مساءلة الآخرين، وهو ما يجعله حقانيا في قراراته، منفتحا على الجميع، ومتفاعلا مع قضايا المواطنين دون تمييز. ولعل هذه الصفات الإنسانية جعلته يحظى بمكانة خاصة في قلوب الساكنة التي ترى فيه نموذجا للمسؤول القريب من همومها وأحلامها.

إن الحديث عن عزيز بوينيان هو في عمقه حديث عن مدرسة في التدبير الإداري، مدرسة تمزج بين صرامة الدولة وإنسانية المسؤول، بين الحفاظ على هيبة المؤسسات والإنصات للبسطاء. ولعل هذا التوازن هو ما يفسر الالتفاف الشعبي حوله، وما يجعل تكريمه ليس مجرد مبادرة رمزية، بل تجسيدا لاعتراف عميق بدوره في إعادة رسم صورة رجل السلطة كخادم للمواطن، لا كمتسلط عليه. ومن ثمة، فإن بوينيان اليوم لا يمثل فقط عامل إقليم الرحامنة، بل يمثل قيمة معنوية عالية تحتاجها الإدارة المغربية في سعيها لتكريس علاقة جديدة بين الدولة والمجتمع.

يمكنك ايضا ان تقرأ

الحموشي.. رجل الدولة بين الولاء للمؤسسات واستهداف الخصوم

    بقلم: نورالدين بازين يشكل عبد اللطيف