طارق أعراب/اسفي
تشهد مدينة أسفي تقدماً ملموساً في أشغال مشروع تحصين قصر البحر، المعلمة التاريخية البارزة المطلة على المحيط الأطلسي، وذلك في إطار برنامج يروم حماية التراث المعماري للمدينة من أخطار التعرية البحرية.
وأفادت مصادر ميدانية أن الأشغال تسير وفق وتيرة جيدة، حيث تم إنجاز المكعبات الإسمنتية الضخمة التي ستُستعمل في تدعيم القاعدة البحرية للقصر، ما سيساهم في تعزيز صموده أمام الأمواج والتيارات البحرية القوية.
ويُنفذ هذا المشروع بميزانية إجمالية تُقدّر بـ 139 مليون درهم، موزعة على أشغال الدراسات والتدعيم البحري (109 ملايين درهم) وأشغال الترميم والتأهيل (30 مليون درهم). وتتكفل بتمويله عدة جهات، من بينها وزارة الداخلية (30 مليون درهم)، وزارة التجهيز (80 مليون درهم)، وزارة الشباب والثقافة والتواصل (20 مليون درهم)، إضافة إلى مساهمات من مجلس جهة مراكش آسفي (5 ملايين درهم) وجماعة آسفي (4 ملايين درهم).
ويأتي هذا المشروع في سياق جهود شاملة تروم صيانة المعالم التاريخية بأسفي، باعتبار قصر البحر أيقونة معمارية تعكس الحضور البرتغالي في المنطقة خلال القرن السادس عشر، ورمزاً من رموز الذاكرة التاريخية للمدينة.
ومن المرتقب أن يسهم تحصين القصر في حماية موروث معماري نادر، وتعزيز جاذبية آسفي كوجهة سياحية وثقافية، حيث يظل قصر البحر محط اهتمام الباحثين والزوار المغاربة والأجانب.
وبالتقدم المحقق في هذه المرحلة، يتطلع الفاعلون المحليون إلى أن يشكل المشروع خطوة نوعية لضمان استمرار حضور القصر كمعلمة شاهدة على تاريخ المدينة وارتباطها بالبحر.