طارق أعراب
تعيش ساكنة تجزئة تسلطانت 2 (بن عقيل)، الحي الجديد المعروف سابقاً بـ”دوار الظلام”، وضعاً بيئياً وصحياً مقلقاً، بعدما تحولت نقطة لتجميع النفايات إلى مطرَح عشوائي مفتوح يهدد الحياة اليومية للسكان ويجعلهم تحت وطأة روائح كريهة وانتشار للحشرات والكلاب الضالة.
وحسب شهادات متطابقة، فإن ست حاويات نفايات وُضعت عند مدخل الحي، بلا أغطية ولا توزيع عادل على باقي الأحياء، لتتحول محيطاتها إلى بؤرة سوداء تجمع مختلف أنواع المخلفات. الأخطر من ذلك أن المكان صار يستقبل بقايا السمك التي تُرمى مباشرة على الأرض، وحيوانات نافقة تأتي بها بعض المزارع المجاورة، فضلاً عن نفايات منزلية وصناعية تُفرغ خارج الحاويات، مما خلق بيئة ملائمة لتكاثر القوارض والجراثيم، وتهديد مباشر لصحة الأطفال وكبار السن.
وعلى الرغم من المجهودات اليومية لعمال النظافة الذين يقومون بإفراغ الحاويات وتنظيف المكان، إلا أن هذه الجهود تتبدد بسرعة، إذ يُسارع بعض أصحاب الدراجات الثلاثية وباعة السمك إلى التخلص من مخلفاتهم فور انتهاء عملية التنظيف، في ظل غياب واضح لأي مراقبة أو إجراءات ردع.
السكان يؤكدون أن معاناتهم تتضاعف مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تغزو الروائح الكريهة منازلهم ليلاً ونهاراً، وتجبرهم على إغلاق النوافذ في عز الصيف، ما جعل حياتهم اليومية أقرب إلى معركة دائمة مع التلوث.
وطالب المتضررون في شكاوى موجهة إلى السلطات المحلية والجهات المسؤولة بضرورة التدخل العاجل لتعقيم الموقع، وإعادة توزيع الحاويات بشكل عادل على مختلف أحياء التجزئة، إضافة إلى تركيب حاويات مغطاة تحد من انتشار الروائح وتمنع تراكم الحشرات. كما شددوا على أهمية فرض الرقابة على ممارسات بعض الباعة غير المسؤولين، وفتح تحقيق ميداني لتحديد أوجه القصور وتوضيح المسؤوليات.
ويؤكد المتضررون أن معركتهم ليست فقط من أجل رفع الأذى البيئي والصحي، بل هي أيضاً من أجل حماية حقهم في العيش بكرامة داخل بيئة نظيفة وآمنة، معتبرين أن البيئة ليست ترفاً، بل حق أساسي من حقوق الإنسان.
