روبورتاج : ح. شيبوب وط. أعراب
منذ سنوات، يظل مطرح النفايات التابع لجماعة حربيل قنبلة بيئية موقوتة على مشارف مدينة مراكش، لكن المشهد ازداد قتامة خلال الساعات الأخيرة، بعدما غطت سحب كثيفة من الدخان سماء منطقة العزوزية، ناشرة روائح خانقة أفسدت يوميات الساكنة وعمّقت معاناتها الصحية.
ساكنة بين الاختناق والصمت الرسمي
يقول أحد سكان الحي في حديث مع كلامكم: “لم نعد نحتمل… كلما اشتدت الحرائق بالمطرح، نغلق النوافذ والأبواب دون جدوى، أطفالنا يعانون من السعال والربو، وكبار السن لا ينامون بسبب ضيق التنفس”.
شهادات مماثلة تتكرر في كل زيارة للمكان، حيث يجتمع الغضب الشعبي مع شعور عميق بالتهميش والإهمال.
مصدر التلوث… مطارح عشوائية وحلول مؤجلة
الصور والفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي توثق ألسنة اللهب وأعمدة الدخان التي تتصاعد باستمرار من المطرح، ما يكشف عن هشاشة آليات المراقبة وغياب بدائل للتخلص من النفايات بطرق بيئية حديثة.
ورغم خطورة الوضع، لم تنجح التدخلات الجزئية في الحد من الظاهرة، بل أصبحت الحرائق شبه اعتيادية، تزيد من تأزيم الوضع الصحي والبيئي بالمنطقة.
أين مجموعة الجماعات المكلفة بالنفايات؟
في خضم هذه الأزمة، يوجّه السكان والمتتبعون أصابع الاتهام إلى مجموعة الجماعات الترابية المكلفة بتدبير النفايات بمراكش الكبرى، متسائلين عن غياب دورها الفعّال في معالجة الملف.
فالمجموعة، التي يفترض أن تضطلع بمهمة الإشراف على حلول مندمجة لتدبير النفايات، ظلت بعيدة عن تقديم بدائل حقيقية، وهو ما جعل الوضع يراوح مكانه منذ سنوات.
كلفة صحية وبيئية متزايدة
أطباء محليون حذروا مراراً من انعكاسات هذه الانبعاثات السامة على الصحة العامة، خاصة لدى الفئات الهشة. كما أن الانعكاسات البيئية تمتد إلى الفرشة المائية والتربة، ما يجعل الأزمة متعددة الأبعاد، تتجاوز مجرد “إزعاج وقتي”.
مطالب السكان: حلول عاجلة ومستدامة
يطالب سكان العزوزية والقرى المجاورة بتحرك عاجل لإيجاد بديل بيئي عصري للمطرح الحالي، في إطار شراكة حقيقية بين السلطات المحلية ومجموعة الجماعات. كما يشددون على ضرورة إشراك المجتمع المدني في تتبع الملف وفرض الشفافية في تدبير النفايات.
وإلى أن تتحرك الجهات المسؤولة، يظل دخان المطرح وصمة بيئية تخنق العزوزية وتفضح محدودية التدبير الجماعي للنفايات في واحدة من أكبر مدن المغرب.
