المثقف الحقيقي… أثر قبل أن يكون لقبًا

المثقف الحقيقي… أثر قبل أن يكون لقبًا

- ‎فيرأي
743
التعليقات على المثقف الحقيقي… أثر قبل أن يكون لقبًا مغلقة

بقلم : غفاري أنس

كثيرًا ما نسمع في مجتمعنا لقب “مثقف” يُمنَح بسخاء لكل من نال شهادة عليا أو قرأ رفوفًا من الكتب. غير أنني أرى أن هذا اللقب، في جوهره، أعمق بكثير من مجرد تحصيل معرفي أو تراكم أكاديمي. فالمعرفة الحقيقية لا تُقاس بعدد المجلدات التي قرأها الإنسان، ولا بعدد الألقاب التي تعلّق أمام اسمه، بل تُقاس بمدى انعكاسها على سلوكه وأخلاقه وتأثيره في محيطه.

المثقف، ليس من يملأ رأسه بالمعلومات ثم يجلس على رصيف التنظير، بل من يربط فكره بالفعل، ويحوّل معرفته إلى مشروع نافع. فما قيمة الفكر إن لم يصنع فارقًا؟

في التصور الإسلامي، الثقافة ليست رصيدًا معرفيًا فحسب، بل هي وعيٌ وإدراكٌ ينعكسان على السلوك، ويترجمان في الواقع إلى مواقف ومبادرات. فقد قال النبي ﷺ: “خير الناس أنفعهم للناس”، وفي هذه الكلمات القليلة يختصر جوهر الثقافة الحقيقية، تلك التي تصنع الإنسان النافع، لا الإنسان العارف فقط.

اليوم، ونحن نعيش تحولات كبرى وتحديات فكرية وأخلاقية، نحن في أمسّ الحاجة إلى مثقف يعي رسالته قبل أن يعتز بلقبه. مثقف يربط علمه بالحق، وفكره بالقيم، وكلمته بالفعل. مثقف لا يكتفي بالتشخيص، بل يمد يده للبناء، ويجعل من ثقافته جسرًا بين ماضي الأمة المجيد ومستقبلها المنشود.

فالناس قد ينسوا كلماتك، لكنهم لن ينسوا أثرها في حياتهم… فاختر أن يكون أثرك نورًا لا ظلامًا، وبناءً لا هدمًا.

يمكنك ايضا ان تقرأ

موجة حر مع الشركي بعدد من مناطق المملكة

كلامكم تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية تسجيل موجة