نورالدين بازين
مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، يطفو اسم هشام المهاجري بقوة في النقاش السياسي كأحد أبرز الوجوه القادرة على إحداث تغيير في موازين القوى. فالرجل، المعروف بخطابه الجريء وانتقاداته اللاذعة لسياسات الحكومات المتعاقبة، نجح في فرض نفسه كصوت صريح للعالم القروي والمناطق المهمشة، وكان أول سياسي يواجه رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني بعبارة “المغرب المنسي” تحت قبة البرلمان.
اليوم، يرى كثيرون أن المهاجري ليس مجرد برلماني معارض، بل هو الوحيد الذي يمتلك القدرة السياسية والشعبية على منافسة، بل وقهر، شخصيات وازنة مثل عبد الإله بن كيران وخصومه التقليديين. ويستند هؤلاء في تقييمهم إلى حضوره القوي على الأرض، وقربه من المواطنين، وقدرته على تبسيط الخطاب السياسي وربطه بمعاناة الناس اليومية.
المهاجري يجمع بين الكاريزما الميدانية والحنكة السياسية، وهو ما يجعله منافساً شرساً في أي مواجهة انتخابية كبرى. خصومه يعترفون — ولو ضمناً — بقدرته على حشد الأصوات، خصوصاً في معاقل نفوذه الانتخابي التي تحولت إلى خزّان بشري داعم له.
وكمؤشر إضافي على مكانته المتصاعدة، يرى بعض المراقبين أن المهاجري قد يكون مهندس المرحلة المقبلة، بفضل قدرته على قراءة التحولات السياسية وبناء تحالفات تضمن له موقعاً محورياً في المشهد الحزبي الوطني.
لكن، ورغم هذه المؤهلات، فإن المعركة الانتخابية المقبلة لن تُحسم فقط بشعبية المرشحين، بل أيضاً بالتحالفات السياسية ودهاء إدارة الحملات، وهي ساحات يعرف المهاجري كيف يتحرك فيها.
وبين التفاؤل بقدوم “رجل المرحلة” والتحفظات التي تبديها بعض الأطراف، يظل السؤال قائماً: هل ينجح هشام المهاجري في أن يكون الرقم الصعب الذي يقلب الطاولة على بن كيران وباقي خصومه السياسيين؟