طارق أعراب
تعيش ساكنة أحياء العزوزية والنواحي بمدينة مراكش معاناة يومية خانقة بسبب الروائح الكريهة والدخان المتصاعد من مطرح النفايات الكائن بمنطقة حربيل، في مشهد يزداد سوءاً مع حلول الليل، حيث تنبعث الغازات بشكل أكبر، مسببة حالات اختناق وضيق تنفس خاصة لدى المرضى وكبار السن والأطفال.
الساكنة تؤكد أن الوضع أصبح لا يُطاق، وأن التنفس في ساعات المساء يشبه “استنشاق الدخان مباشرة”، مما يفاقم معاناة مرضى الربو والحساسية، ويجعلهم رهائن للغرف المغلقة وأجهزة الاستنشاق.
كما تشير شهادات متطابقة إلى أن الدخان المتصاعد من حرق النفايات — سواء بشكل متعمد أو عفوي — يغطي سماء المنطقة بضباب خانق، في ظل غياب حلول جذرية من السلطات المعنية.
جمعيات المجتمع المدني دقت ناقوس الخطر، محذرة من كارثة بيئية وصحية قد تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة، وداعية إلى الإسراع في إغلاق أو إعادة تأهيل المطرح وفق المعايير البيئية المعتمدة، مع توفير بدائل تحافظ على حق السكان في بيئة سليمة.
وفي الوقت الذي يطالب فيه المتضررون بتدخل عاجل، يبقى الوضع على حاله، ليظل مطرح نفايات حربيل عنواناً لمعاناة بيئية وصحية مزمنة تخنق العزوزية وضواحيها، خاصة مع حلول الليل.