هشام المهاجري.. أول سياسي ينطق بكلمة “المغرب المنسي” تحت قبة البرلمان والاحتجاجات في بوكماز تؤكد صداه

هشام المهاجري.. أول سياسي ينطق بكلمة “المغرب المنسي” تحت قبة البرلمان والاحتجاجات في بوكماز تؤكد صداه

- ‎فيرأي, سياسة, في الواجهة
373
التعليقات على هشام المهاجري.. أول سياسي ينطق بكلمة “المغرب المنسي” تحت قبة البرلمان والاحتجاجات في بوكماز تؤكد صداه مغلقة

بقلم: نورالدين بازين

ليس سهلًا أن يتفوه سياسي داخل البرلمان بكلمات تكسر جدار الصمت، لكن هشام المهاجري فعلها. حين نطق بـ”المغرب المنسي”، لم يكن يطلق شعارًا انتخابيًا، بل كان يصف حقيقة يعرفها سكان القرى المعزولة أكثر من أي تقرير رسمي.

المهاجري لم يختر الكلمات بعفوية، بل وضع إصبعه على الجرح الذي ظل يتوارى خلف عبارات “التنمية المستدامة” و”المشاريع المهيكلة”. وها هي احتجاجات قبائل بوكماز اليوم تبرهن أن المصطلح لم يكن مبالغًا فيه، بل تعبيرًا صادقًا عن واقع تتقاسمه جهات بكاملها.

قد يختلف البعض مع المهاجري في الانتماء السياسي أو الأسلوب، لكن التاريخ سيسجّل أنه أول من جعل “المغرب المنسي” قضية برلمانية، لا مجرد حكايات تروى في المقاهي وعلى هامش الأخبار.

حين نطق المهاجري بـ”المغرب المنسي”

في سابقة سياسية لافتة، أصبح هشام المهاجري، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، أول سياسي في تاريخ المؤسسة التشريعية يجرؤ على نطق عبارة “المغرب المنسي” صراحة تحت قبة البرلمان، موجّهًا خطابه مباشرة لرئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني.

المهاجري، المعروف بجرأته وخطابه غير الموارب، انتفض خلال جلسة برلمانية ضد ما وصفه بـ”سياسة التهميش الممنهج” التي طالت مناطق بأكملها لعقود، مستشهدًا بجهة درعة تافيلالت وأقاليمها الشاسعة، حيث — على حد قوله — “لا توجد حقوق للنساء ولا حقوق للرجال”، بل إن القاسم المشترك بين الجميع هو السعي اليومي المضني لتأمين الحد الأدنى من العيش الكريم.

خطاب المهاجري لم يبق حبيس الجدران البرلمانية، بل ترددت أصداؤه في ساحات وقرى المغرب العميق، حيث تشهد قبائل بوكماز هذه الأيام موجة احتجاجات واسعة، مطالبة بفك العزلة عن المنطقة، وتوفير الخدمات الأساسية من طرق ومراكز صحية ومؤسسات تعليمية. هذه التحركات الشعبية جاءت لتؤكد أن ما قاله المهاجري لم يكن مجرد توصيف سياسي، بل ترجمة واقعية لمعاناة ممتدة.

ويؤكد متابعون أن المهاجري بعبارته “المغرب المنسي” فتح جرحًا ظل مسكوتًا عنه في الخطاب الرسمي، وأعاد النقاش حول العدالة المجالية إلى الواجهة، في وقت يرى فيه سكان هذه المناطق أن الوعود الحكومية السابقة لم تتجاوز حدود التصريحات.

من قاعة البرلمان إلى احتجاجات بوكماز، يبدو أن “المغرب المنسي” بات اليوم مصطلحًا سياسيًا واجتماعيًا سيصعب تجاهله، وأن أول من نطق به داخل المؤسسة التشريعية قد رسم خطًا فاصلاً بين خطاب المجاملة وخطاب مواجهة الحقائق.

 

يمكنك ايضا ان تقرأ

موجة الإدانة تتصاعد بعد هدم مسجد كلية الآداب بمراكش وجدار القاعة المغطاة

خولة العدراوي تتواصل موجة الغضب والاستنكار في الأوساط