هيئة التحرير
في الساعات الماضية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة درامية مثيرة تقول إن فتاة تدعى “جيسيكا” لقيت حتفها بعدما التهمها حوت أوركا خلال رحلة بحرية. الصور والفيديوهات المرافقة للقصة أظهرت مشاهد “صادمة” للحظة الاقتراب والابتلاع المزعوم، ما أثار موجة من التعاطف والخوف، وتحولت القصة إلى تريند عالمي في وقت وجيز.
لكن الحقيقة، كما كشفتها التحريات الرقمية، أن هذه الحكاية لا أساس لها من الصحة، وأن جيسيكا نفسها شخصية وهمية، والحوت في المشاهد لم يكن سوى نموذج رقمي صنعه الذكاء الاصطناعي بتقنيات توليد الصور والفيديو. خبراء تحليل المحتوى أشاروا إلى مؤشرات واضحة على التزييف، من بينها تكرار أنماط الأمواج بطريقة غير طبيعية، وعدم تطابق الظلال مع اتجاه الإضاءة، إضافة إلى ملامح الحوت التي تتطابق مع نماذج جاهزة على منصات إنشاء الصور.
القصة، التي أُلبست ثوب المأساة، ليست سوى إشاعة مفبركة نجحت في استغلال عنصر الصدمة لجذب الانتباه، وهو أسلوب شائع في “أخبار الذكاء الاصطناعي” التي تنتشر بسرعة البرق قبل أن يتضح زيفها.
حادثة “جيسيكا والأوركا” تكشف مجدداً كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تصنع واقعاً موازياً بالكامل، وتدفع الجمهور إلى التفاعل العاطفي مع أحداث لم تقع أصلاً، وهو ما يجعل التحقق من المعلومات ضرورة قصوى قبل تصديق أي قصة مثيرة على الإنترنت.
