بقلم : عبد الحفيض بوسهماين
1. هوية الحزب ومرجعيته الاشتراكية
• المرجعية الفكرية للحزب تستند إلى الاشتراكية، والحركة التقدمية، والقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان على امتداد أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، ما يجعله إطارًا فكريًا منفتحًا يسعى للتوفيق بين المرحلة الديمقراطية الحديثة و ”أفق اشتراكي بديل” بعيد الأمد.
• حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي هو تحالف يساري مغربي تأسس بهدف تجاوز الضعف التنظيمي المعزول للأحزاب اليسارية، ويضم بشكل أساسي حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي و«المؤتمر الوطني الاتحادي»، إضافة إلى التيار “اليسار الوحدوي” عن الحزب الاشتراكي الموحد. وقد تم الإعلان عن التحالف عام 2014، فيما تم تغيير اسمه إلى حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي لاحقًا .
• تشكل هذه الهوية المرجعية مجتمعةً منطلقًا فلسفيًا وسياسيًا للحزب، حيث يشير المضمون إلى الارتباط العضوي بالطبقة العاملة، والسعي إلى تكريس عدالة اجتماعية، وتقليص الفوارق، وإرساء مؤسسات ديمقراطية حقيقية، ضمن رؤية تواجه الفصل بين الدولة والمجتمع، وتطرح بديلًا اشتراكيًا تقدمياً.
2. التصور السياسي والتنظيمي للنضال الديمقراطي الجماهيري
أ. التصور السياسي الأيديولوجي
• الحزب يطمح إلى الانتقال الديمقراطي الحقيقي الذي يحول النظام المغربي من ملكية شبه مطلقة إلى ملكية برلمانية تحترم الحقوق والحريات وسيادة الشعب.
• يرى أن التنسيق الديمقراطي مع القوى والهيئات التقدمية، السياسية، الشبابية، النقابية، الحقوقية وغيرها، هو أساس المواجهة السلمية للأزمة الاجتماعية وما يُفوق “النزيف الاجتماعي” من فقر وبطالة وتهميش.
• يحدد الحزب شعارات واضحة في قضايا عالمية مثل التضامن مع الشعب الفلسطيني ومناهضة الفساد داخلياً، ما يعكس ارتباطه بالقضايا الكبرى ومواقفه القوية في مواجهة سياسات الدولة السلطوية .
ب. آليات النضال الجماهيري
• الجبهة الاجتماعية: شكل تنظيم جماعي شامل لمواجهة الأزمات البنيوية (فقر، بطالة، انهيار الخدمات الاجتماعية)، من خلال التعبئة والتأطير الجماهيري.
• العمل داخل الحقول الجماهيرية: مثل النقابات، الجمعيات، الحراكات الحقوقية وغيرها، يقود الحزب من خلالها النضال الديمقراطي.
• العمل الانتخابي: يدخل الحزب الانتخابات كآلية لتوسيع وجوده في المؤسسات، والدفاع من داخلها عن برامجه السياسية والاجتماعية.
ج. التصور التنظيمي: الحداثة والديمقراطية الداخلية
• يطمح الحزب إلى تنظيم داخلي ديمقراطي وحداثي، قائم على فصل الصلاحيات بين الأجهزة التقريرية والتنفيذية والرقابية، ويضمن القيادة الجماعية والقرار المبني على الدراسة العلمية والتحليل الملموس للواقع ذو الأفق الاشتراكي.
• يعتمد آليات التأطير والبرمجة الحديثة مثل إعداد المخططات السنوية، ربط المسؤولية بالمحاسبة، تداول النخب، وضمان التعددية الفكرية ضمن الهوية الاشتراكية العلمية للحزب.
3. تحليل من منظور اشتراكي علمي يساري
• الهوية المرجعية تجمع بين المرحلية الإصلاحية والديمقراطية والرهان الاشتراكي طويل الأمد، بما ينسجم مع الرؤية الماركسية الجدلية التي تؤكد على ضرورة مرحلة انتقالية لإرساء شروط بناء مجتمع حر وعادل.
• التنظيم الداخلي المبني على الديمقراطية الداخلية والقيادة الجماعية يعكس النزعة الديمقراطية الاشتراكية التي تتحرر من البيروقراطية الحزبية، وتعزز المشاركة والمحاسبة والنقد والنقد الذاتي.
• النضال المتعدد الواجهات (جماهيري + انتخابي) يعكس إستراتيجية شاملة لربط الوعاء الاجتماعي المؤسسي (مثل المؤسسات الحزبية والنقابية) بالحركة السياسية، لخلق قوة تنظيمية جامعة قادرة على الضغط من القاعدة وصياغة الاستراتيجيات على المستوى السياسي.
خلاصة
حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي يشكل تجربة يسارية مغربية تنشد الدمقرطة العميقة والتحول الاجتماعي عبر مرجعية اشتراكية علمية، تنظيم داخلي ديمقراطي، ونضال جماهيري انتخابي. برنامجه يأخذ بعين الاعتبار متطلبات الظرف السياسي (الانتقال الديمقراطي)، ويرتبط بالهاجس الاشتراكي والطموح المجتمعي (بناء مجتمع بديل). هذه العناصر تجعل منه مشروعًا يساريًا قيمياً، متحديًا، ومؤثرًا في المشهد السياسي المغربي.
