خولة العدراوي
في مدينة أبي الجعد، يلوح في الأفق خطر يهدد أحد أهم مقوماتها البيئية. المساحات الخضراء والأشجار التي كانت يوماً متنفساً لساكنتها ومصدراً لحيويتها، تواجه اليوم شبح الاندثار، خاصة في حي الداخلة لفرديات وبالقرب من بئر بطاح.
الأشجار والنباتات في هذه المناطق تبدو وكأنها في طريقها إلى الزوال، ذابلة بلا حياة، دون أي أثر لرعاية أو سقي منتظم. هذا التدهور لا يعود فقط لعوامل طبيعية، بل إلى غياب تام لأي تدخل من الجهات المكلفة بالبستنة والعناية بالفضاءات الخضراء. فالإهمال بات العنوان الأبرز، في وقت تلتزم فيه لجنة البيئة والمساحات الخضراء الصمت، رغم أن مهمتها الأساسية هي حماية هذا الرصيد الطبيعي وصونه.
صمت الجهات المسؤولة يثير تساؤلات كثيرة حول مدى جدية التعامل مع هذه الأزمة البيئية، وحول أسباب غياب مبادرات عاجلة لإعادة الحياة إلى هذه المساحات التي تعد ملكاً جماعياً لكل أبناء المدينة. فالتأخر في التحرك قد يجعل من إعادة إحياء هذه الفضاءات أمراً أكثر كلفة وصعوبة.
إن الوضع يستدعي تدخلاً فورياً، وبرنامجاً عاجلاً لإعادة إنعاش الأشجار والمساحات الخضراء قبل أن تتحول إلى أطلال تحكي قصة إهمال بيئي في قلب أبي الجعد. الحفاظ على هذه الفضاءات ليس رفاهية، بل هو جزء من هوية المدينة ومن حق أجيالها القادمة في بيئة نظيفة وصحية.