تزنيت. المغرب الذي يسير بسرعتين.. سكان دوار إيدودير بجماعة آيت براييم يعبّدون الطريق من مالهم الخاص وسط غياب المنتخبين

تزنيت. المغرب الذي يسير بسرعتين.. سكان دوار إيدودير بجماعة آيت براييم يعبّدون الطريق من مالهم الخاص وسط غياب المنتخبين

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
1693
التعليقات على تزنيت. المغرب الذي يسير بسرعتين.. سكان دوار إيدودير بجماعة آيت براييم يعبّدون الطريق من مالهم الخاص وسط غياب المنتخبين مغلقة

طارق أعراب

في مشهد يعكس بوضوح المفارقة بين الشعارات التنموية والواقع الميداني، اضطر سكان دوار إيدودير التابع لجماعة آيت براييم بقيادة بونعمان بإقليم تيزنيت، إلى تعبيد الطريق المؤدية إلى دوارهم بأنفسهم، وبإمكانياتهم المتواضعة، ومن مالهم وجهدهم الخاص، بعد طول انتظار لدور الجماعة والمجلس الإقليمي والجهات المنتخبة.

هذا التحرك العفوي من طرف الساكنة، ورغم طابعه التضامني النبيل، إلا أنه يُسلّط الضوء مجددًا على الفوارق المجالية وعلى ما بات يُعرف بـ”المغرب الذي يسير بسرعتين“: مغرب البنية التحتية الحديثة في بعض الجهات والمراكز الحضرية، ومغرب العزلة والإهمال في دواوير نائية لا تصلها الخدمات إلا موسمياً، أو حين يقترب العد التنازلي للاستحقاقات الانتخابية.

الساكنة، وفي غياب أي مبادرة رسمية، قررت أن لا تنتظر مزيدًا من الوعود المؤجلة، خاصة وأن الطريق تعتبر شريانًا حيويًا للحياة اليومية، سواء لنقل المرضى أو التلاميذ أو المؤن، وقد شرع رجال ونساء وشباب الدوار في تسوية المسار الترابي وملئ الحفر ونقل الأتربة والحجارة بأنفسهم، رغم قساوة الطقس وقلة الموارد.

العمل الجماعي الذي أنجز في أيام معدودة، رغم بدائيته، أظهر حجم التهميش الذي يطال مناطق مثل آيت براييم، وأعاد إلى الواجهة مسؤولية المنتخبين الذين لا يظهرون إلا عند اقتراب الانتخابات، حاملين ذات الوعود التي سئم منها المواطنون، حسب تعبير أحد سكان الدوار.

وعود انتخابية.. بلا أثر

ويؤكد عدد من أبناء المنطقة أن الطريق تمثل فقط جزءًا صغيرًا من معاناة يومية مع غياب البنية التحتية والخدمات الأساسية، حيث لا يزال مشكل الربط بالماء الصالح للشرب والكهرباء والنقل العمومي مطروحًا في دواوير بونعمان، دون أن يجد طريقه إلى الحل رغم توالي المجالس والبرامج.

وقد سبق أن وعد العديد من المرشحين في حملاتهم السابقة بتحسين وضعية الطرق وفك العزلة عن الساكنة، لكن الواقع ظل جامدًا، والمكتسب الوحيد حتى اليوم هو إصرار المواطنين على أخذ زمام المبادرة بأيديهم.

من جهته، يُطالب فاعلون محليون وجمعويون بأن تتحرك الجهات المعنية، إقليميًا وجهويًا، من أجل مواكبة مثل هذه المبادرات الشعبية الجادة، عبر توفير الدعم اللوجستيكي والتقني، ودمجها ضمن برامج تنموية مستعجلة تستهدف المناطق ذات الأولوية.

كما يدعون إلى ضرورة تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ووضع حد لحالة “الغياب المزمن” لبعض المنتخبين عن قضايا الدواوير التي أوصلتهم إلى المجالس الجماعية والإقليمية والبرلمانية.

قصة سكان إيدودير في آيت براييم ليست حالة معزولة، بل تعكس واقعًا يتكرر في عدة قرى ومداشر مغربية، حيث يسير المغرب بسرعتين، في انتظار أن تعم العدالة المجالية، وتتحول الوعود إلى أفعال.

الصور من صفحة /  الزميل محند أوبركة على الفايس بوك

يمكنك ايضا ان تقرأ

تأجيل انطلاق البطولة الوطنية لكرة القدم

رشيد سرحان أعلنت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية،