خولة العدراوي
تشهد عدة أحياء بمنطقة الشرف التابعة لمقاطعة الازدهار بمراكش انتشاراً مقلقاً للكلاب الضالة، خاصة في محيط مسجد عقبة بن نافع، حيث بات المصلون يواجهون تهديداً يومياً من هذه الحيوانات التي تتجول بأريحية دون رادع، ما يعكس غياب تدخلات جدية من السلطات المعنية.
وعلى الرغم من الشكايات المتكررة للسكان، لا تزال هذه الكلاب تستوطن المساحات المهملة المجاورة، وتقتحم أحياناً الأزقة المؤدية إلى المسجد، مخلفة شعوراً بالخوف والتوجس، خصوصاً لدى النساء والأطفال، وسط صمت مريب من الجهات المسؤولة عن الصحة والسلامة العامة.
الأخطر من ذلك، أن هذه الفوضى تتجاور مع مساحة فارغة شاسعة تقع قبالة مقر مقاطعة الازدهار، كانت مبرمجة لاحتضان دائرة أمنية للشرطة، بالنظر إلى الحاجة الأمنية الملحة في المنطقة، لكن المشروع لم يرَ النور إلى حدود اليوم، لأسباب لا تزال غير مفهومة، رغم أهميته البالغة في تعزيز الأمن وطمأنة الساكنة.
المساحة المذكورة، التي بقيت عرضة للإهمال والنسيان، تشكل موقعاً استراتيجياً بامتياز، لكونها تتوسط عدداً من الأحياء المكتظة بالسكان وتشهد تزايداً كبيراً في البناء والتوسع العمراني، من أوراد والصنوبر والفضل، مروراً بالمسار وعلال الفاسي، وصولاً إلى طريق آسفي والحي الصناعي.
وتطرح ساكنة حي الشرف ومقاطعة الازدهار أسئلة حارقة حول مصير هذا المشروع الأمني الذي طال انتظاره، متسائلين عن الجهات التي تتحمل مسؤولية تعثره، رغم أن المنطقة أصبحت شرياناً حيوياً يربط بين قطاعات حساسة في المدينة، كما تعرف توافداً يومياً للأجانب والغرباء، ما يزيد من الحاجة إلى تعزيز التغطية الأمنية بها.
أمام هذا الوضع، بات من الضروري على وزارة الداخلية، من خلال ولاية جهة مراكش آسفي، التدخل العاجل لإخراج مشروع الدائرة الأمنية إلى حيز التنفيذ، وتطويق ظاهرة الكلاب الضالة التي تنذر بكارثة صحية وأمنية إن استمر الإهمال، حفاظاً على كرامة السكان وسلامة الزوار، وصورة المدينة كوجهة سياحية عالمية.