طارق واعراب
تداولت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية خبراً مفاده أن أفاعي سامة تم إطلاقها في مدينة مراكش، وهو ما أثار موجة من الخوف والتساؤلات في صفوف المواطنين. غير أن هذا الخبر عارٍ تماماً من الصحة، إذ لا علاقة له بالمغرب لا من قريب ولا من بعيد، وإنما تعود تفاصيله إلى دولة ليبيا.
الواقعة الحقيقية حدثت في محمية طبيعية قرب مدينة درنة الليبية، حيث قامت إحدى الجمعيات البيئية المحلية يوم 28 يوليوز 2025 بإطلاق 72 أفعى من نوع الكوبرا داخل محمية وادي الناقة، وذلك في إطار مشروع لإعادة التوازن البيئي ومكافحة انتشار القوارض والضفادع في المنطقة. وأوضحت الجمعية أن العملية تمت في موقع يبعد حوالي 8 كيلومترات عن أقرب منطقة سكنية، وتمت بعد دراسة بيئية دقيقة.
الخبر أثار ضجة واسعة داخل ليبيا، حيث انقسم الرأي العام بين مؤيد للفكرة باعتبارها خطوة علمية موجهة للحفاظ على البيئة، ومعارض لها بسبب المخاوف من خطر تسلل هذه الزواحف إلى مناطق مأهولة. كما ظهرت تعليقات ناقدة وساخرة في الوقت نفسه حول مدى أولوية هذا النوع من المشاريع في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد.
ما حدث أن بعض الصفحات غير الموثوقة على منصات التواصل قامت بنقل هذا الخبر وتحريفه، زاعمة أن العملية وقعت في مراكش، وهو ما خلق حالة من الارتباك لدى فئات من المواطنين المغاربة. ومع غياب التحقق من مصدر المعلومة، انتشر الخبر على نطاق واسع قبل أن يتبين زيفه.
إلى حدود اليوم، لم تصدر أي جهة رسمية مغربية أو محلية بمراكش بلاغاً يؤكد وجود عملية إطلاق من هذا النوع، ما يعزز أن ما جرى لا يعدو أن يكون خبراً كاذباً تم استغلاله لإثارة البلبلة. وعليه، فإن الرواية الحقيقية تعود بالكامل إلى الأراضي الليبية، ولا علاقة لها بالمغرب.