هيئة التحرير
أثارت تغريدة نشرها أحد الأشخاص المحسوبين على جماعة تسلطانت موجة من الاستغراب، بعدما حاول الإشادة برئيس الجماعة بمناسبة عيد العرش المجيد، غير أن المحتوى جاء مشوبا بأخطاء تركيبية فادحة وركاكة لغوية، ما جعله مادة للتندر أكثر من كونه خطابا مؤسساتيا يليق بمقام الحدث الوطني.
الحادثة تعكس ظاهرة متكررة، تتمثل في إسناد مهام الإعلام والتواصل داخل عدد من الجماعات الترابية إلى أشخاص يفتقرون لأبسط قواعد الصياغة السليمة، ناهيك عن غياب التكوين المهني أو الفهم السليم لدور الإعلام المحلي. والأخطر من ذلك أن هؤلاء الأفراد يتقمصون صفة الصحفي أو المراسل دون أن تكون لهم أي صلة بالمهنة أو بمعاييرها الأخلاقية.
هذه السلوكات لا تسيء فقط إلى صورة المؤسسة، بل تساهم في تكريس العبث والرداءة داخل منظومة التواصل العمومي، في وقت باتت فيه الصورة واللغة جزءا لا يتجزأ من شرعية المؤسسة ومصداقيتها.
وفي هذا السياق، اعتبر الإعلامي والخبير في شؤون الاتصال سعيد أكرام أن “ما حدث في تسلطانت يعكس هشاشة التعامل مع مهمة ذات بعد استراتيجي، وهي مهمة التواصل المؤسساتي، والتي لا يمكن أن تترك في يد أشخاص بدون تكوين أو خلفية مهنية”. وأضاف أن “اللحظة الوطنية التي يمثلها عيد العرش تقتضي خطابا رصينا يترجم منجزات الجماعة بلغة مضبوطة ومحايدة، لا أن تتحول إلى مناسبة للتمجيد العشوائي وتضخيم المسؤولين بأساليب ساذجة”.
وطالب أكرام بضرورة إحداث خلايا تواصل رسمية على مستوى الجماعات المحلية تضم صحفيين مهنيين وخبراء في صياغة المحتوى، تكون وظيفتهم هي ضمان جودة الخطاب الموجه إلى الرأي العام، والتصدي لمظاهر الفوضى الاتصالية التي باتت سائدة.
إن ما جرى بتسلطانت ليس سوى نموذج واحد من نماذج كثيرة باتت تؤثث المشهد المحلي، حيث تحضر الكتابات الركيكة والتعابير الممجوجة على صفحات التواصل الاجتماعي الرسمية وشبه الرسمية، في ظل غياب أي مراقبة أو محاسبة.
آن الأوان للجماعات الترابية أن تعي أن التواصل ليس ترفا أو نشاطا ثانويا، بل هو صلب المشروع التنموي، وجسر العلاقة مع المواطنين، ولا يمكن أن يُترك عرضة للارتجال والانتحال.