هيئة التحرير/ دمنات
في قلب جبال الأطلس وعلى مرمى حجر من الطبيعة الخلابة، تقف مدينة دمنات على عتبة السؤال الكبير: أين هي مشاريع التنمية؟ وأين المرافق التي وُعد بها المواطنون؟ فمع ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي هذا الصيف، يجد شباب المدينة وأطفالها أنفسهم وجهاً لوجه مع واقع مرير: غياب تام للمسابح والمرافق الترفيهية، مقابل تزايد الوعود التي ظلت أسيرة خطابات انتخابية جوفاء.
عطش المدينة إلى بنية تحتية تواكب طموحها
رغم ما تحمله دمنات من مؤهلات طبيعية وتاريخية تجعلها مؤهلة لتكون قطباً سياحياً وتنموياً، فإن واقع البنية التحتية لا يعكس ذلك الطموح. طرق متآكلة، مرافق مهترئة، وحدائق مهمَلة، والأنكى من ذلك غياب مرافق أساسية للترفيه والرياضة، أبرزها المسابح، في مدينة تعرف درجات حرارة تصل إلى مستويات خانقة خلال فصل الصيف.
ويزداد هذا الغياب وطأة مع تراجع القدرة الشرائية للأسر، وعدم توفر البدائل، مما يدفع العديد من الشباب إلى التوجه نحو الشعاب ومجاري المياه الخطيرة أو قطع مسافات طويلة بحثاً عن الانتعاش، في ظروف تفتقر للسلامة والكرامة.
المسبح المغطى.. مشروع حبيس الرفوف
أكثر من مجرد مطلب ترفيهي، المسبح المغطى نصف الأولمبي الذي كان ضمن مكونات البرنامج المندمج لتأهيل مدينة دمنات، تحول إلى رمز من رموز الانتظار الطويل. المشروع الذي قُدم على أنه رافعة للتنمية الرياضية والترفيهية، توقف في مرحلة الدراسات أو عالق بين رفوف الإدارات، دون أي توضيحات رسمية حول مصيره أو أسباب تعثره.
هذا الجمود يثير حفيظة الفاعلين الجمعويين والنشطاء المحليين، الذين يطالبون اليوم بفتح تحقيق في مآل هذه المشاريع، ونشر تقرير شفاف يوضح للرأي العام ما تم إنجازه، وما لم يتم، ومن يتحمل المسؤولية.
شعارات لا تسقي العطشان
“سوف نعمل.. سنحرص.. سنطلق المشاريع الكبرى”.. عبارات تكررت في خطابات المسؤولين والمنتخبين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن المحلي في دمنات، لكنها ظلت أقرب إلى الأحلام منها إلى الفعل الميداني. وبينما تغرق المدينة في حرارة الصيف وغضب الشباب، يستمر غياب الرؤية الواضحة والبرمجة الواقعية التي تضع الإنسان الدمناتي في قلب السياسات العمومية.
دعوة للمحاسبة والإفراج عن المشاريع
إن التأهيل الحقيقي لمدينة مثل دمنات يبدأ من إرادة سياسية حقيقية، ومن تفعيل المشاريع الموعودة، وليس من تكرار الأسطوانات الخطابية كل موسم انتخابي. ولعل أول خطوة في هذا الاتجاه، هي الإفراج عن مشروع المسبح المغطى، باعتباره حاجة مجتمعية وليس ترفاً، إلى جانب التسريع بتنزيل باقي مشاريع التأهيل العمراني، الرياضي والاجتماعي.
فدمنات لا تستحق التأجيل، ولا ينبغي أن تبقى رهينة الوعود المؤجلة.