خديجة الحمزاوي
وسط جبال الأطلس الكبير، وعلى بعد نحو 6 كيلومترات من مدينة دمنات، يرقد منتزه “إيمي نيفري” كواحد من أجمل المواقع الطبيعية في المغرب. يتفرد هذا الموقع بمغارة طبيعية تشكّلت عبر ملايين السنين، تعلوها قنطرة صخرية نادرة تُعد من بين الظواهر الفريدة على الصعيد الوطني، حيث ترتفع بنحو 1100 متر عن مستوى القاعدة، في نقطة التقاء وادي تيسيلت ووادي مهاصر، بينما ينساب أسفلها مجرى مائي بعمق يقارب 80 متراً، مما يمنح المكان جمالاً طبيعياً أخّاذاً يستقطب الزوار من مختلف الجهات.
رغم هذا السحر الطبيعي، يعيش المنتزه في ظلّ تهميش واضح، سواء من حيث البنية التحتية أو من ناحية التأطير والتنظيم السياحي. فالمسالك المؤدية إليه تعاني من غياب الصيانة، ولا توجد إشارات توجيهية كافية، ما يجعل الزيارة إليه تحديًا حقيقياً، خاصة للوافدين لأول مرة.
ورغم الانتشار الواسع لصور ومقاطع فيديو المنتزه على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الحضور الرقمي لا يوازي واقع الحال. فالمكان يفتقر للمرافق الأساسية، وتغيب عنه مراكز الاستقبال أو الإرشاد، في ظل فوضى عارمة للأنشطة التجارية غير المنظمة، مما يُسيء لجمالية الموقع ويقلّل من قيمته البيئية والسياحية.
إن منتزه “إيمي نيفري” ليس مجرد معلم طبيعي فريد، بل يمكن أن يكون دعامة حقيقية للتنمية المحلية، شريطة أن يحظى بعناية مسؤولة، وإعادة نظر في سبل تدبيره، بما يليق بمكانته ككنز طبيعي يستحق الحماية والاستثمار.
