حكيم شيبوب
شهد حي الكدية بمقاطعة جليز بمراكش لحظة ثقافية مميزة، تمثلت في تدشين المكتبة الوسائطية الكدية من قبل والي جهة مراكش آسفي بالنيابة، السيد رشيد بنشيخي، في خطوة نوعية تهدف إلى النهوض بالعرض الثقافي وتوفير فضاء حديث ومتكامل للمعرفة، يستجيب لتطلعات الناشئة والشباب والساكنة عموماً.
هذا المشروع، الذي تشرف عليه المديرية الجهوية للثقافة، يُعد ثمرة مجهود جماعي لعدد من الفاعلين المؤسساتيين، ويجسد التزام الجهة بجعل الثقافة في صلب التنمية المجالية والبشرية، من خلال تمكين الساكنة من بنية ثقافية عصرية، غنية بخدمات معرفية وفضاءات متعددة الوظائف.
تتوزع مرافق المكتبة الوسائطية على ثلاثة طوابق تم تصميمها بعناية لتلائم مختلف الفئات العمرية والاهتمامات. الطابق الأرضي خصص لفضاء مطالعة خاص بالأطفال، وآخر للكبار، إضافة إلى فضاء استقبال. أما الطابق الأول فيضم قاعة للندوات، وأخرى للورشات، فضلاً عن فضاء إضافي للمطالعة. بينما يحتوي الطابق الثاني على قاعة أرشيف، وفضاء إداري، واستوديو سمعي بصري، وقاعة مخصصة للمعالجة والتوثيق.
وقد بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع ما يقارب 9.9 ملايين درهم، بتمويل مشترك بين شركة العمران مراكش آسفي التي ساهمت بـ6.5 مليون درهم خاصة بالبناء، والمديرية الجهوية للثقافة التي ساهمت بـ2.4 مليون درهم لتجهيز المرافق، إضافة إلى دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بـ1 مليون درهم.
ولا يقف دور هذا المشروع عند حدود البنية فقط، بل يتعداها إلى رهان على الثقافة كأداة للتنمية وتعزيز قيم المواطنة والانتماء، عبر تشجيع الأطفال والشباب على القراءة والمطالعة، واحتضان المبادرات الثقافية والفنية المحلية، وتمكين الجمعيات والمؤسسات التعليمية من فضاء ملائم لأنشطتها.
المكتبة مفتوحة في وجه الجميع، من تلاميذ وطلبة وباحثين، إلى سكان حي الكدية والنواحي، كما ترحب بالمؤسسات التعليمية والجمعيات للاستفادة من خدماتها المتعددة.
بهذا التدشين، تُسجل مدينة مراكش نقطة مضيئة في رهانها على الثقافة، وتمنح لشبابها فضاءً يستحقونه في زمن الرقمنة والسطحية، وتؤكد أن الاستثمار في المعرفة هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل الأجيال.
