طارق أعراب
تشهد منطقة العزوزية بمراكش هذه الأيام موجة اختناق حادة بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المطرح البلدي بحربيل، الذي عاد إلى استقبال النفايات بطريقة أثارت استياءً واسعًا في صفوف الساكنة، لا سيما مع تزامنه مع موجة حرارة مفرطة تشهدها المدينة.
الروائح النتنة التي تغمر الأحياء المجاورة، وعلى رأسها العزوزية، لم تقتصر على التسبب في الانزعاج فحسب، بل أصبحت تهدد صحة السكان، خاصة الأطفال والمسنين والمرضى المصابين بأمراض تنفسية، وسط صمت مريب من الجهات المعنية.
ويؤكد عدد من المواطنين القاطنين بالقرب من المطرح أنهم يعيشون كابوسًا بيئيًا حقيقيًا منذ إعادة فتح المطرح بشكل غير مهيكل، مشيرين إلى أن الهواء بات مشبعًا بروائح تزكم الأنوف وتزيد من معاناة السكان في عز فصل الصيف.
من جهتهم، عبّر سكان جماعة حربيل أيضًا عن استيائهم الكبير، إذ لم تسلم مناطقهم من تأثيرات الروائح، التي انتقلت مع الرياح الساخنة لتغمر حتى الأحياء السكنية البعيدة عن المطرح. واعتبر العديد منهم أن عودة المطرح إلى الاشتغال دون احترام المعايير البيئية يمثل خرقًا واضحًا للحق في بيئة سليمة وآمنة، مؤكدين استعدادهم لخوض احتجاجات جماعية.
ويطالب المتضررون السلطات المحلية والجهوية، وعلى رأسهم والي جهة مراكش آسفي، بالتدخل العاجل لإيجاد حل جذري لهذه الكارثة البيئية، عبر وقف العمل بهذا المطرح غير المؤهل بيئيًا، وتسريع إنجاز مشروع بديل يعتمد على معالجة النفايات بطرق حديثة وصديقة للبيئة.
وتثير هذه الوضعية أيضًا تساؤلات حول دور جماعة حربيل ومجلس جماعة مراكش في تتبع ملف المطرح، خاصة وأن إغلاقه المؤقت في وقت سابق جاء بعد احتجاجات مشابهة، ليعاد فتحه اليوم دون مراعاة لخطورة الوضع على الصحة العامة.
وفي انتظار تجاوب السلطات، يبقى المواطنون محاصرين بروائح النفايات وغياب بوادر حل، وسط تخوف من تدهور الأوضاع البيئية والصحية أكثر خلال الأسابيع القادمة.