كأس ضائعة وكرامة مجروحة.. هل أصبح المغرب كبش فداء في أعراس الكاف؟

كأس ضائعة وكرامة مجروحة.. هل أصبح المغرب كبش فداء في أعراس الكاف؟

- ‎فيرياضة, في الواجهة
593
التعليقات على كأس ضائعة وكرامة مجروحة.. هل أصبح المغرب كبش فداء في أعراس الكاف؟ مغلقة

هيئة التحرير

في مشهد لم يكن متوقعًا، وبسيناريو سريالي تجاوز خيال أكثر المتشائمين، خسر المنتخب الوطني النسوي لقب كأس أمم إفريقيا للسيدات على أرضه وأمام جماهيره، في مباراة كان عنوانها الأبرز: ظلم تحكيمي فجّ، وريمونتادا نيجيرية قصمت ظهر العرس الكروي المغربي.

الأسف لا يكفي، والغضب لا يُهدأ، حين نرى ضربة جزاء واضحة للمنتخب المغربي تُلغى بقرار غريب من حكمة المباراة، وكأن العدالة الكروية لا مكان لها حين يتعلق الأمر بالمغرب. إنها ليست المرة الأولى، فقد اعتدنا في السنوات الأخيرة على قرارات “الكاف” التي تتعامل مع المغرب كأرض مضيفة فقط، لا كمنافس قوي يستحق الإنصاف والتتويج.

نعم، نظمنا حفل تتويج الأبطال، فخسرنا الكرة الذهبية. بلغنا نصف نهائي المونديال، فحُرمنا من التتويج الفردي. دعمنا الكرة الإفريقية، فتحولنا إلى ضحية في ملعبنا وبين جمهورنا.

الشوط الأول من المباراة كان تاريخيًا بكل المقاييس: سيطرة، هدف، وتفوق تكتيكي منحنا حلم الكأس والهداف في آنٍ معًا. لكن، الشوط الثاني حمل كارثة مكتملة الأركان: انهيار بدني، عشوائية فنية، غارة تحكيمية بقيادة الـVAR، واستسلام غير مفهوم لعودة نيجيرية قلبت الطاولة في دقائق معدودات.

إلا أن النكسة الأكبر لم تكن فقط في الأخطاء التحكيمية، بل كانت أيضًا في ضعف المدرب الإسباني خورخي فيلدا، الذي فشل في إدارته للمباراة. فيلدا، الذي يتقاضى أموالًا ضخمة من المال العام، لم ينجح في توجيه لاعباته أو تعديل التكتيك بشكل مناسب مع مجريات الشوط الثاني. بدلاً من إدارة المباراة بحكمة، بدت قراراته متسرعة وغير مدروسة، كما أن التبديلات التي أجراها لم تكن على مستوى التوقعات، ما ساهم في تراجع الأداء الجماعي. في الوقت الذي كان من المفترض أن يُظهر المدرب خبرته وكفاءته، بدت الخيارات ضبابية، وكأننا نواجه معضلة فنية حقيقية قد تكلفنا مستقبلاً بعيدًا عن أضواء التتويجات.

ما جرى ليس مجرد خسارة مباراة أو ضياع كأس. هو امتداد لظلم تحكيمي ممنهج طال الأندية الوطنية في مسابقات الكاف، والمنتخبات في المحافل القارية. إنها سياسة الكيل بمكيالين. نحن من نحتضن، نمول، ونعيد الاعتبار للكرة الإفريقية، لكننا أول من يُضحّى به حين تحين لحظة الإنصاف.

اليوم، الإسباني خورخي فيلدا مطالب بإجابات واضحة: لماذا هذا الانهيار؟ أين ذهبت شخصية الفريق التي صنعت المجد في المونديال؟ وأين كانت التبديلات؟ لكن قبل كل شيء، على الجامعة الملكية لكرة القدم أن تُراجع موقعها داخل الكاف: إلى متى سنظل نخدم القارة ونُهان فوق أرضنا؟

لقد “حكرونا” في عقر دارنا. واللدغة تكررت من نفس الجحر، بذات الطريقة، وبنفس الأدوات. عرسنا تحول إلى مأتم كروي. و”الريمونتادا الخضراء” التي حلمنا بها انتهت بـ”غارة نيجيرية” زادت من مرارة الكأس المفقودة.

هل من نهاية لهذا السيناريو الأسود؟ أم علينا أن نُدرك أخيرًا أن في إفريقيا… لا يكفي أن تكون الأفضل، بل أن تكون أيضًا الأذكى سياسيًا داخل دهاليز الكاف؟

يمكنك ايضا ان تقرأ

نيجيريا تنتزع اللقب الإفريقي العاشر على حساب المغرب

رشيد سرحان انتزع المنتخب النيجيري للسيدات لقب كأس