خولة العدراوي
في الوقت الذي يواصل فيه سكان جماعة أولاد زراد باقليم قلعة السراغنة ومعهم مستعملي الطرق الرابطة بينها وبين عدد من الجماعات المجاورة، المعاناة اليومية بسبب الحالة الكارثية للطريق الرئيسية وطريق الطواهرة وطريق الجمعة أولاد زراد، تظل هذه المسالك خارج أولويات الإصلاح، رغم ما تسببت فيه من حوادث دامية وخسائر في الأرواح على مدى سنوات.
الطرق المذكورة ليست مجرد ممرات مهملة، بل شرايين حيوية للتنقل بين جماعات مثل الهيادنة وأولاد زراد، حيث تمثل بالنسبة لساكنة المنطقة، الممر الأساسي للوصول إلى الأسواق الأسبوعية، والمؤسسات التعليمية والصحية، غير أن حالتها المهترئة حولت التنقل إلى مغامرة يومية محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة لراكبي الدراجات النارية وسائقي سيارات الأجرة والنقل السري.
الغريب في الأمر أن هذه الوضعية المقلقة، تتعايش مع وجود شخصية سياسية وازنة تنتمي إلى المنطقة، سبق أن تقلد رئاسة الجهة وكان برلمانيا لسنوات طويلة، بل ويشغل حاليا منصبًا جهويا مؤثرا، وهو ما يثير تساؤلات عدة في صفوف السكان حول خلفيات استمرار تهميش هذا المحور الطرقي، رغم ما تمثله صيانة الطرق من أهمية قصوى في فك العزلة وتحقيق التنمية المحلية.
وقد كان الطريق المعروف بـ”طريق العبادلة” نموذجًا صريحًا لإمكانية التدخل عندما تكون هناك إرادة، إذ بمجرد إصلاحه سهل الربط بين أولاد زراد والهيادنة، لكن ذلك بقي استثناء في محيط يعج بالمسالك الوعرة والمتهالكة.
الساكنة المحلية، التي لم تعد تخفي غضبها واستياءها من هذا الإهمال، تناشد عامل الإقليم القيام بجولة ميدانية عاجلة في تراب جماعة أولاد زراد للوقوف على حجم معاناة المواطنين، والنظر عن قرب إلى الحالة المتردية لهذه الطرق، التي لم تعد تصلح حتى لمرور العربات الخفيفة.
وفي ظل غياب أي بوادر تدخل قريب، تبقى أصوات السكان معلقة بالأمل، بأن تتحرك السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة لإنصاف منطقة تعاني في صمت، وتنتظر فقط حدًا أدنى من الكرامة في بنية تحتية آمنة ومحترمة.