فيديو. أُوفلا بأكادير… حين تتحول الوجهة السياحية إلى خطر معلّق

ممرات غائبة، مراحيض مؤدى عنها، وفوضى في مواقف السيارات

بقلم: مراسل الموقع – أكادير

من يزور قصبة أُوفلا، الموقع التاريخي الشامخ فوق جبال أكادير، لا يسعه إلا أن يُبهر بجمال الإطلالة على المدينة والمحيط الأطلسي. لكن هذا الانبهار سرعان ما يتبخر حين يصطدم الزائر بواقع بئيس من غياب البنية التحتية الأساسية، وسوء تدبير واضح، يحوّل التجربة السياحية إلى معاناة يومية.

لا أثر لممرات الراجلين

الطريق المؤدي إلى القمة، حيث توجد القصبة، يفتقر بشكل مثير للاستغراب إلى ممرات خاصة بالراجلين. مئات الزوار، بينهم عائلات وأطفال وسياح أجانب، يُجبرون على السير بمحاذاة طريق ضيّق تتقاسمه سيارات الأجرة الصغيرة، دون حواجز واقية أو إشارات تنبيهية، ما يُعرّض سلامتهم للخطر في كل لحظة.

“مؤسف أن يكون موقع بهذا الحجم دون أدنى شروط السلامة”، تقول فاطمة، زائرة من مراكش، مضيفة: “الطريق يشبه طريقًا قرويًا معزولًا وليس مسارًا سياحيًا لواحدة من أبرز معالم أكادير.”

مرحاض بمقابل.. وإلا فلا!

ما إن يصل الزائر إلى القمة، حتى يُفاجأ بواقع أكثر إحباطًا: مرحاض وحيد، لكنه غير مجاني، إذ يتعين على الزائر الدفع مسبقا لقضاء حاجته وإن لم تدفع لن تلجه ( قلب فين تقضي حاجتك)، ما أثار امتعاض عدد من المرتادين، الذين وصفوا الأمر بـ”غير الإنساني”، خاصة في موقع عمومي يجب أن يكون مفتوحًا ومهيئًا لخدمة الجميع.

“تصور أن تضطر إلى الدفع مسبقا لتستعمل مرحاضًا في موقع سياحي رسمي… هذا ليس تنظيمًا بل استخفاف بالناس”، يقول هشام، فاعل جمعوي من أكادير.

مواقف غير كافية… وزحمة خانقة

مشكلة أخرى لا تقل حدة عن سابقتيها، تتمثل في نقص مهول في مواقف السيارات. فعلى الرغم من الإقبال الكبير الذي تعرفه “أُوفلا”، لا تتوفر إلا على عدد محدود من الأماكن المخصصة للركن، ما يؤدي إلى فوضى عارمة وتوقفات عشوائية على جنبات الطريق، ويزيد من خطر الحوادث والاصطدامات، خاصة في أوقات الذروة.

بين الجمال الطبيعي والتدبير الغائب

“أُوفلا” ليست مجرد تلّة تطل على المدينة، بل هي موقع تاريخي وسياحي وتراثي، جزء من هوية أكادير. غير أن غياب الرؤية الاستراتيجية لتأهيله وتحسين خدماته يجعل من هذا المعلم المهم نقطة سوداء في دفتر السياحة بالجهة.

في ظل هذا الوضع، يطالب فاعلون محليون ومهنيون في القطاع السياحي الجهات المختصة، من جماعة أكادير إلى المجلس الجهوي للسياحة، إلى التدخل العاجل لتأهيل الموقع، من خلال:

• إنشاء ممرات آمنة للراجلين
• تأهيل المرافق الصحية بشكل مجاني ولائق
• توسعة وتنظيم مواقف السيارات
• تثبيت إشارات ومجسمات تعريفية بالموقع وتاريخه

لأنّ السياحة لا تُبنى فقط على الصور الجميلة، بل على احترام الزائر وتوفير شروط الراحة والسلامة له.