طارق أعراب
مراكش – عادت أجواء التوتر السياسي إلى الواجهة داخل مجلس جماعة تسلطانت، بضواحي مراكش، بعد تفجر صراع محتدم بين رئيس الجماعة وأربعة أعضاء نواب ينتمون إلى حزب الاستقلال، بلغ حد القطيعة الكاملة و”قطع شعرة معاوية” بين الطرفين.
ووفق مصادر من داخل المجلس، فإن الخلافات التي كانت تُدار في السابق بهدوء خلف الكواليس، خرجت إلى العلن في الأيام القليلة الماضية، بعد أن اتهم أعضاء استقلاليون رئيس الجماعة بتجاوز حدود المسؤولية والثقة، إثر تسريب وثائق رسمية داخلية تخص شؤون المجلس، إلى مجموعة “واتساب” خاصة بأعضاء الجماعة، وأخرى مفتوحة تضم فاعلين خارج الجهاز التنظيمي.
وأفاد أحد الأعضاء الاستقلاليين المتضررين في تصريح للجريدة:
“لقد بلغ السيل الزبى. لا يمكن أن نستمر في الاشتغال إلى جانب رئيس يعمد إلى تسريب معطيات تهم شؤون المجلس إلى أطراف لا علاقة لها بالمؤسسة المنتخبة، وهو ما نعتبره ضرباً لأخلاقيات العمل السياسي واستخفافًا بالثقة التي وضعها فينا المواطنون.”
وحسب نفس المصدر، فإن هذه التسريبات تمس بخصوصية العمل الجماعي، وتهدد مبدأ السرية في التهييء للقرارات الإدارية، كما تعكس انعدام الانسجام والاحترام المتبادل داخل الأغلبية المسيرة.
وتؤكد مصادر مطلعة أن القطيعة بين الجانبين لم تعد قابلة للتدارك في الأفق القريب، خاصة بعد أن رفض الرئيس فتح أي نقاش داخلي حول الموضوع، أو تقديم توضيحات لأعضاء المجلس، مكتفيًا بالصمت، وهو ما فُسّر من طرف المعنيين بكونه “موقف تعالٍ وتجاهل”.
ويخشى متابعون للشأن المحلي أن يُلقي هذا الخلاف بظلاله على السير العادي لدواليب الجماعة، ويؤثر على وتيرة إنجاز المشاريع التنموية المبرمجة في تراب تسلطانت، خصوصًا في ظل التموقع الحزبي المؤثر الذي يعيشه حزب الاستقلال محليًا داخل المجلس.
ويُنتظر أن يُصدر الأعضاء الاستقلاليون الأربعة بيانًا توضيحيًا للرأي العام خلال الأيام المقبلة، يشرحون فيه ملابسات القطيعة مع الرئيس، وموقفهم من مستقبل التحالف داخل المكتب الجماعي، ما قد ينذر بإعادة تشكيل التحالفات السياسية على مستوى جماعة تسلطانت.
