حكيم شيبوب
في خطوة دبلوماسية جديدة تعزز الموقف المغربي في قضية الصحراء، أعلنت البرتغال، رسميًا، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع المفتعل حول أقاليمه الجنوبية. هذا الإعلان جاء عقب توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين، أكدت فيها لشبونة دعمها لسيادة المغرب على صحرائه، لتلتحق بركب الدول الأوروبية التي أدركت عدالة ومشروعية الموقف المغربي.
البرتغال، الدولة المؤسسة للاتحاد الأوروبي، لم تُخفِ وضوح موقفها، معتبرة أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والجاد لهذا النزاع الإقليمي، في انسجام تام مع قرارات مجلس الأمن والدينامية الدولية المتسارعة.
هذه الخطوة شكلت ضربة موجعة لجبهة البوليساريو وللدبلوماسية الجزائرية، التي واصلت منذ عقود تبديد أموال الشعب الجزائري على وهم الانفصال ودعم مليشيات مسلحة لا تحظى بأي شرعية. فبينما تواصل الجزائر الترويج لأطروحات بائدة، يراكم المغرب النجاحات السياسية والاقتصادية بفضل سياسة واضحة يقودها الملك محمد السادس، تقوم على الشرعية التاريخية والانفتاح على العالم.
وقد جاء الاعتراف البرتغالي بعد مواقف مماثلة من إسبانيا وألمانيا وهولندا وسلوفينيا، ما يجعل الجبهة الانفصالية والجهات الداعمة لها في موقف حرج، ويُظهر بجلاء أن العالم لم يعد يثق في الرواية الجزائرية، المبنية على الأكاذيب والدعاية البائدة للحرب الباردة.
الدبلوماسية المغربية أثبتت، مرة أخرى، قدرتها على قلب موازين القوى لصالح وحدة التراب الوطني، في مقابل عزلة متزايدة للنظام الجزائري، الذي أصبح مفضوحًا أمام المنتظم الدولي كطرف مباشر في النزاع، يُمول الانفصال ويُغذي التوتر، في حين يدعو المغرب للحوار والتنمية والسلام.
إن اعتراف البرتغال ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة اعترافات دولية، تُعيد الحق لأصحابه وتدفع باتجاه تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل، على أساس المقترح المغربي الجاد والواقعي. أما الجزائر والبوليساريو، فما عليهما سوى الاستعداد لمواجهة الحقيقة: مغربية الصحراء واقع لا يرتفع.
